أكد المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية المغاربية الثالثة التي نظمتها منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية، بمدينة مراكش حول ” الشباب والمجتمع المدني ” بمشاركة باحثين وخبراء وناشطين مدنيين من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، على الدور المحوري للشباب في تحقيق التنمية وترسيخ الديمقراطية، الإقرار بالصعوبات والإكراهات المختلفة التي تواجه الشباب، والتي غالبا ما تدفع بعضه نحو الانعزال أو الهجرة أو الارتماء في أحضان التطرف والعنف.
و أصوصوا بإيلاء أهمية للمجتمع المدني كإطار يدعم تمكين الشباب، داعين إلى إرساء تواصل شبابي يدعم تعزيز الروابط والعلاقات المغاربية، وإلى تشبيك العلاقات بين فعاليات المجتمع المدني المغاربية.
و خلصوا غلى أهمية تعزيز النضال لتوسيع الحريات، والتفاعل مع مبادرات الشباب والنساء في اتجاه التحولات الديمقراطية داخل الدولة والمجتمع، ضرورة استثمار آليات الديمقراطية التشاركية، وتنزيل المقتضيات الدستورية على أفضل وجه، تفعيل المكتسبات النضالية الشبابية المغاربية منذ 2011، أهمية الارتقاء بالعمل المدني وتطوير قدرات الشباب، إعادة الاعتبار للعمل التطوعي وإرساء مفهوم القدوة الملهمة للشباب، بلورة سياسات عمومية وطنية تدعم الاستفادة من قدرات الشباب وكفاءاتهم، ضرورة تطوير المنظومة التربوية والتعليمية وربطها بسوق الشغل، الدعوة إلى التعامل مع المجتمع باعتباره طاقة إيجابية حيوية لإعطاء تحفيز اندماج الشباب في الفضاء العام ، ترسيخ قيم المواطنة كإطار يدعم أداء المجتمع المدني، إعادة الاعتبار للعمل من خلال مؤسسات تمثيلية وأحزاب سياسية ونقابات وفعاليات المجتمع المدني.. كبديل عن المبادرات العشوائية غير المنظمة.
و تجدر الإشارة إلى أن أشغال الجامعة التي استمرّت ليومين، توزعت على أربع جلسات علمية، توقف خلالها المتدخلون عند عدد من القضايا والإشكالات التي تهم المجتمع المدني والشباب في الدول المغاربية الخمس، سواء تعلق الأمر منها بالإطار الدستوري والتشريعي المتعلق بالشباب والمجتمع المدني، ودور هذا الأخير في تنمية المجتمع المدني، والشباب ومستقبل التحول الديمقراطي في البلدان المغاربية، والشباب والإعلام، والمداخل الكفيلة بتطوير أداء المجتمع المدني، إضافة إلى السياسات العامة الموجّهة للشباب المغاربي، ودور القدوة في تنمية أو انحصار ثقافة التطوّع المدني لدى الشباب، ثم الشباب وقضايا الهجرة والمجتمع المدني…
ويذكر أن أن منظمة العمل المغاربي تأسست بمدينة مراكش في يونيو من عام 2011، وهي تهدف إلى تعزيز التواصل بين النخب المغاربية المؤمنة بخيار الاندماج والتكتل في مختلف المجالات، وحشد الجهود لدعم هذا البناء، وتشجيع المبادرات القائمة في هذا الشأن؛ ودعوة صناع القرار في البلدان المغاربية إلى التعاون والتنسيق في مختلف المجالات وتفعيل القرارات والاتفاقيات المبرمة في إطار الاتحاد.
هذا ونشرت المنظمة سلسلة من البلاغات، دعت فيها الحكومات المغاربية لدعم وحدة المغرب الكبير وفتح الحدود بين المغرب والجزائر وإلى تعزيز التعاون الاقتصادي، كما نظمت لقاءات علمية بمشاركة عدد من الباحثين والشخصيات المغاربية المعروفة.. وأقامت عددا من المؤتمرات العلمية حول الموضوعات التي تهم المنطقة المغاربية (كالمشترك المغاربي، والهجرة، والمجتمع المدني، وحقوق الإنسان والتعاون الاقتصادي..)، كما احتفت بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد المغاربي، من خلال ندوة شارك فيها عدد من الباحثين والخبراء المغاربيين وبحضور الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، ستنشر أشغالها قريبا. وأصدرت مؤلفا جماعيا حول الهجرة في منطقة المتوسط وحقوق الإنسان(2019). كما نظمت دورتين سابقتين من الجامعة الصيفية لفائدة الشباب المغاربي، الأولى، حول الشباب والتنمية عام 2017، والثانية حول، الشباب والمشاركة السياسية في البلدان المغاربية عام 2018.