سعيد عفلفل
ورد إسم هذه الشخصية العربية في قصيدة التوبة لمحمد بن سليمان ( أراسي لا تشقى). و الواقع أن هذه القصيدة حبلى بأسماء لشخصيات كثيرة عربية و أعجمية. وهي قصيدة تستحق أكثر من وقفة لفك شفراتها.
يقول محمد بن سليمان في قصيدة التوبة، القسم الخامس :
” واين دوك العشقا* أسيدي يا سيدي * في هوى غرناطا* و الهوى ليهم سلاطا* را كلامهم يتعاطا* واين قيس المكوي بلا جمر * وكداك بن سهل و البدر * فاتو يا فاهم * واين ابن هاني و القادم * واين العشيق بن هاشم * واين جران * واين جميع ما كان * واين من عشق، واين من حسنو عشاق * باقي دون خفية * كلامهم إمارا. ”
و جران هذا هو عامر بن الحرث بن كلفة النمري من بني ضبة. لُقب بجران العَود لبيت قاله في زوجتيه وهو:
” خذا حذارا يا ضرتي فإنني رأيت * جران العَود قد كاد يصلح.”
والعود ( بفتح العين) هو البعير المسن، و الجران هو باطن العنق الذي يضعه البعير على الأرض إذا مد عنقه لينام. و الشاعر يقول أخذت هذا الجران فجعلت منه سوطا و بهذا سمي جران العود.
يتحذر جران العود م أهل العالية في الشمال الغربي من نجد قريبا من الحجاز.
تزوج جران عدة مرات و جمع بين امرأتين لكنه لم يكن سعيداً في زواجه.
هو شاعر جاهلي ، شعره جيد، فصيح العبارة، لطيف المعاني، حسن التشبيه. يمتاز شعره – بالإضافة إلى عذوبته و سهولته- بالمرح و خفة الروح. يمزج بين الجد و الهزل. جل شعره في الغزل و الوصف. غزله صريح، بريء الألفاظ، غير بريء الإشارة. و مما يلفت النظر في شعره هو كثرة وصفه للنجوم و صحة وصفه لها. يقول مثلا:
” و يممن الركاب بنات نعش *** و فيها عن مغاربها ازورار
نجوم يرعوين إلى نجوم *** كما فاءت إلى الربع الظؤار.”
يرى بعض النقاد ان المعجم الذي وظفه الشاعر جران العود في شعره من ألفاظ و تراكيب يتوافق مع ما جاء في القرآن الكريم، و يرى البعض الآخر أنه عاش حتى نزل القرآن فتأثر بآياته.