آخر الأخبار

الشخصيات التراثية في الملحون : دقيوس

سعيد عفلفل

ورد إسم الدقيوس في العديد من قصائد الملحون في سياق مختلف سنعود إليه لاحقا بعد أن نعرف بهذه الشخصية التراثية.
دقيوس أو دكيوس أو دقيانوس Decius كان امبراطورا رومانيا حكم بين عامي 248 و251. وصل إلى سدة الحكم بعد أن سحق تمردا كبيرا و تمكن من هزم و قتل الإمبراطور فيليب العربي Philip the Arab في معركة قرب مدينة فيرونا Verona. حاول دقيوس تقوية الدولة الرومانية و دينها. لذا تزعم حملة واسعة لقمع واضطهاد المسيحيين الموحدين رغبة منه في استعادة المجد القديم لروما. كان يقول إنه في حاجة ماسة للعودة إلى الدين الوثني القديم لاستعادة الأمجاد. أصدر مرسوما يقضي بإلزام جميع سكان الإمبراطورية الرومانية تقديم القرابين للآلهة الرومانية. غير أن المسيحيين الموحدين رفضوا الإمتثال لأوامره، وهكذا بدأت فترة الإضطهاد الكبير لهم. إذ تعقبهم بالتعذيب و السجن و القتل و الإستيلاء على ممتلكاتهم. وقد عبر عن كراهيته للمسيحيين بمقولته الشهيرة: ” إني أفضل أن أسمع عدوا قام ينازعني الملك على أن أسمع بانتخاب أحد الكهنة في روما.” وقد وصل به هذا الكره الدفين لكل ما هو مسيحي الى أن قام بقتل أكبر زعماء المسيحيين بمن فيهم البابا فابيان Pope Fabian. وقصة أصحاب الكهف المذكورة في القرآن حدثت إبان حكم دقيانوس هذا. ويعرفون في الدين المسيحي ب: السبعة النائمون. وهم من أولئك المسيحيين الذين رفضوا الإمتثال لأوامر دقيوس بتقديم الذبائح للأوثان.
في السنة الأخيرة من حكمه شاركه إبنه الحكم وقد قتلا سويا في معركة أبريتاس Abrittus.
بالعودة إلى شعر الملحون ، ذكر دقيوس في بعض قصائد الوصاية و التوبة. في هذه القصائد يجدد شاعر الملحون التأكيد على أن دوام الحال من المحال. فلا تدوم لا سلطة ولا نفوذ ولا حكم. وكم من جبار ظالم عاث في الأرض فسادا و ظلما و جورا كان مآله الموت. و يضرب الشاعر المثل بدقيوس و جبابرة آخرين. ونسوق هنا مثالين، الأول من قصيدة كل نور من نور الهاشمي كمل للشاعر مبارك السوسي والثاني من قصيدة التوبة للشاعر محمد بن سليمان.
يقول مبارك السوسي :
” يا الغافل رد البال * واين دوك الجهال * واين دقيوس و مالُه.”
ويقول بن سليمان :
” وكذاك الدقيوس * غرهم الري المنحوس * كلما عاش المنحوس * ضاع خسران * واين اخرين شقيان.”