محمد الشوبي
من طبيعتي النقدية لأي عمل درامي منهجيا
1 لا احفل بالطوندونس وعدد المتابعين للعمل لأن الأمر نسبي وتتحكم فيه مجموعة من العناصر الغير موضوعية البثة
2 أمر عدد المتابعين لا يهمني كمهتم بفحوى المنتوج لأنه يهم التسويق للقناة عند المستشهرين وهي عملية تجارية محضة لا تحط في حساباتها إلا المستهلك البسيط
3 أحاول تقييم العمل الفني موضوعيا لقيمته الإبداعية في شموليتها ولا أتبع لا الغوغاء ولا الحاقدين على الدراما عموما
ولكل هذا وبعد متابعة سبعة عشر حلقة من مسلسل بنات العساس يمكنني أن أجزم بأنه أفضل منتوج يبث يوميا على قنواتنا الوطنية بغض النظر عن هفوة المبالغة في التمثيل عند الأب وكثرة الصدف التي جعلت منه فاعلا في الحدث و مسألة السن في المرحلة الثانية للمسلسل والتي لم تكن مقنعة على مستوى السرد الدرامي رغم كفاءة الممثلات وقدرتهن على التقمص والسبب في نظري يعود لكون الشابتين اليافعتين اللواتي لعبن البنات في المرحلة الأولى كانتا ممتازتين وتوفقت إدارة التمثيل في جعلهما شخصيتين متجانستين مع الأحداث والسرد .
لكني أعتبر هذا الخطأ عرضيا لكون المسلسل تمكن من أخذ ناصية الحكي والانتقال بنا إلى عوالم مغربية ومواضيع إجتماعية .
كما توفق الإخراج والتصوير وبطبيعة الحال القوة التشخيصية لجميع الممثلات والممثلين على رأسهم الفنانات منى فتو المتألقة دائما ودنيا بوطازوت التي عادت بنفس القها وقوتها وسعاد خويي التي وجدت مكانها وسط زميلاتها بعد أن أخذها منا المسرح الجميل لسنوات هاهي تعضد المشهد الدرامي بكفاءتها ومنصور بدري الرائع دائما في منحنا أحاسيس ومشاعر جميلة وبطبيعة الحال الجميل عزيز الحطاب المتألق دائماً كل هؤلاء وغيرهم منحوتات كاتارسيس لظواهر إجتماعية وإنسانية نحتاجها اليوم لإعادة النظر في أخطائنا كأفراد وكجماعات
لقد توفق الإنتاج في لملمة خيوط الصنعة الدرامية بحكم أنه المسؤول الأول والأخير على هذه الناحية
كما لاحظت أن الموسيقى التصويرية لم تزعج السرد الفلمي وكما يقول فتاح النگادي ” عندما تحس بأية موسيقى تصويرية في العمل فأعلم أنها فاشلة ”
فهنيئا لحد هذه الحلقات لكل الطاقم الفني والتقني بهذه النتيجة وأتمنى المزيد من العطاء في الحلقات المتبقية لجمع خيوط الحكي الذي يعشقه المغاربة كما اتمنى أن لا نترك القصة مفتوحة على إحتمال جزء ثان لأنها حكاية تتطلب تركيزا مجتمعيا في أمراض هذا العصر
ولأن حكاية الجزء الثاني فشلت على مر الأعمال التي تابعها الجمهور المغربي فوجد بها اطنابا وتمطيطا وجرجرة غير مبررة