عبد الجليل بدزي
وهذا النص ـ كما يزعم البعض من أنصار قولة أن الشيخ ابن سليمان مات وهو طاعن في السن ـ يحمل إشارة على تاريخ نظمه كما هو الشأن بالنسبة للنص السابق، وهذه الإشارة/الرمز تمثلوها في قوله: (إورخ ارموزي واشعاري)، حيث اختاروا من هذه الجملة كلمة (واشعاري) معتبرينها الكلمة التي يلمح بها الشيخ لتاريخ نظم هذا النص، وبواسطتها يستدلون على قولهم بأن الشيخ عاش طويلا، حيث بعد تفكيك شفرتها حسب طريقة حساب الجمل، يصلون إلى النتيجة التالية: (حرف الواو) قيمته ستة (06)، و(حرف الشين) يساوي ألف (1000)، أما (حرف العين) فقيمته سبعين (70)، و(حرف الراء) يساوي مائتين (200)، وعند تجميع الحاصل من هذه الأعداد، نحصل على تاريخ نظم هذا النص وهو ستة وسبعون ومائتين وألف، هكذا بالأرقام (1276هـ).
وبالمحصلة يصل أصحاب هذا الرأي إلى أن الشيخ ابن سليمان مات عن سن عالية، اعتبارا من الوضع الزمني الفارق بين تاريخ نظم القصيدتين: قصيدة “القلب”، التي يشير من خلالها إلى أنه كان صغير السن (أمهبلني)، مستخلصين من خلال الرمز إلى تاريخ نظمها، والذي حددوه في (1209هـ)، وقد سبق لنا التعليق على ذلك في موضع سابق من هذا المبحث، وقصيدة “التوبة” والتي نظمها حسب ما استخلصه أصحاب دعوى أن الشيخ لم يمت صغير السن سنة (1276هـ)، ليكون الفرق بين نظم قصيدة “القلب” ونظم قصيدة “التوبة” هو سبع وستون سنة (67 سنة)، وإذا أضفنا إليها بالتقدير مدة طفولته وسنة شروعه في النظم، محددين هذه الفترة مثلا في ثلاث وعشرين سنة (23 سنة) ، والمدة التي عاشها بعد نظم قصيدة التوبة اعتبارا من أنها من آخر ما نظم، ونحصر هذه المدة في عامين بالتقريب (02 سنتين)، ليكون المجموع خمس وعشرون سنة (25 سنة)، نضيفها إلى سبعة وستين سنة السابقة (67 سنة)، عندها يصبح عمر الشيخ عندما مات ـ حسب القائلين بكونه مات شيخا ـ حوالي اثنين وتسعين سنة، (92 سنة)، وكما تلاحظون فالحساب جد مضبوط يستند إلى قراءة منطقية، لولا أن هناك بعض الملاحظات التي يصعب معها اعتماده كوسيلة لتحديد عمر الشاعر عند موته.