آخر الأخبار

الصحفي لحسن العسيبي يترجم مذكرات الماريشال ليوطي بالمغرب ( 2 )

إن ما تعنيه ، هذه الذكرى ، بالنسبة لنا نحن الفرنسيين ، أنها عنوان للبطولة والتضحية . وليس هناك ، من هو مؤهل لتذكيرنا بفداحة ما وقع تلك الأيام ، وببطولاتها ، من السيد « ميغري » ، الذي لم يغفل في كلمته سوى عن أمر وحيد ، هو أنه كان على رأس ذلك الفريق البطل من الفرنسيين ، الذي أبنوا فيه عن شجاعة مثالية ، عن إصرار وعن فطنة مبادرات . ومن ضمن من ذكرنا بهم ، يبرز متلألئا إسما اثنين منهم ، وهبا روحيهما في ساحات حرب بالاند » و « ميرسيي » . إن ما تعنيه هذه » أخرى من أجل مجد فرنسا ، هما الذكرى لنا نحن الفرنسيين ، أنها كانت البداية لمرحلة حاسمة من المواجهة التي كان علينا دخولها ، ضد خصمنا الشديد الصلابة ( وليس المغاربة ) ، ذاك الذي وجدناه أمامنا سنتين قبل ذلك بطنجة ، محاولا قطع الطريق أمامنا ، والذي واجهه أيضا ضابطنا « آماد » بمنطقة الشاوية ، حيث كان يحرض الساكنة لخلق الفتنة . والذي رأيته بأم عيني سنة 1908 ، بشكل سافر . وهو نفسه الذي وجدناه سنة بعد ذلك ، سيعي إلى إثارة الزوابع في موضوع الفارين من الجندية ، ممن كانت صلابة الجنرال « آماد » حاسمة في مواجهتها . وهو نفسه أربع سنوات بعد ذلك ، سنجده يواجهنا في أكادير . والذي منذ 1912 ، وأنا أجد له أثرا ويدا في كل محاولات زعزعة حمايتنا الوليدة بمدينة فاس ، وأيضا إلى جانب الهيبة ، في محاولة حثيثة لتعطيل مهمتنا للسلام والحضارة . وصولا إلى تلك الأيام المجيدة ليوليوز 1914 ، . ( التي سقطت فيها كل الأقنعة ( 1 وهو ذاته ، الذي لا نزال نواجهه اليوم ، فوق هذه الأرض ، حيث لنا الدليل على أن أمواله وسلاحه ودعمه هو الذي يحرض ويشجع المجموعات المواجهة لنا بالشمال والوسط والجنوب ، والتي تناهض النظام الذي نرسية إن ما تعنيه هذه الذكرى ، بالنسبة للمغاربة ، أنها العنوان لنهاية الفوضى ، والتفسخ ونهب ثروات هذا البلد الجميل ، وخيرات أهله الجادين ، الأذكياء والطيبين . لقد تم ترسيم النظام ، والأمن ووحدة الإمبراطورية الشريفة ، تحت سلطة السلطان والمخزن ( الذي يحضر إلى جانبي هنا نائب عنه ، مما يهب لهذا اللقاء معنی خاص ) . إن الأمر تدشين لمرحلة تنموية اقتصاديا واجتماعيا لم يشهد المغرب العتيق لها مثيلا من قبل .

( يتبع )