جرى، أمس الثلاثاء خلال لقاء تواصلي نظم بمقر عمالة إقليم الصويرة، تسليط الضوء على مختلف المكتسبات المحققة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع التركيز بشكل خاص على الإنجازات المحققة في مجال التعليم الأولي، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 16 لانطلاق المبادرة الوطنية.
وقد شكل هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل الإقليم، السيد عادل المالكي، بحضور مختلف الأطراف المعنية ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين وممثلين عن المجتمع المدني، مناسبة للوقوف عند الأشواط المقطوعة بالإقليم في سبيل تنزيل أهداف هذا الورش الملكي الكبير وتقديم حصيلة الإنجازات المحققة، على امتداد السنوات الفارطة، وتحديد الوسائل الكفيلة بتحصين هذه المكتسبات.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد عامل الإقليم بالمجهودات الكبرى المبذولة من قبل مختلف الفاعلين والأطراف المعنية للنهوض بالرأسمال البشري، ودعم الأجيال الصاعدة، ومساندة الفئات الهشة رغم الظرفية الحالية المتسمة بأزمة وباء (كوفيد-19).
وبعد أن ذكر بالمرحلة الثالثة من المبادرة المرتكزة على تطوير الرأسمال البشري، والتي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شتنبر 2019، توقف السيد المالكي عند أهم أهداف تدخلات البرامج الأربعة ضمن هذه المرحلة الثالثة.
وأشار إلى أن تخليد الذكرى ال16 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يأتي في سياق خاص جدا تطبعه التدابير الاحترازية السارية لمكافحة انتشار الوباء، مؤكدا أن موضوع هذه السنة يتيح الفرصة لتقديم حصيلة المبادرة خلال هذه الفترة الاستثنائية.
وتابع أن إقليم الصويرة عمل، وفق مقاربة شمولية ومندمجة، على صون وتوطيد الإنجازات المحققة، وضمان الاستمرارية في مجال صياغة وتنفيذ المشاريع الرامية إلى الإدماج الاقتصادي وتقليص الفوارق المجالية والاختلالات السوسيو-اقتصادية، لاسيما لفائدة الفئات الهشة وتلك التي تعيش في العالم القروي.
وأشار إلى أنه بالموازاة مع الانجازات الهامة المحققة والمشاريع الهيكلية على صعيد الإقليم، خصصت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية اعتمادات هامة تقدر بـ3 ملايين درهم لاقتناء تجهيزات طبية وتقوية العرض الصحي ودعم المبادرات الإنسانية لفائدة الأشخاص في وضعية هشاشة، موضحا أن هذه الجهود تندرج في إطار تعبئة وطنية للتخفيف من الآثار الناجمة عن انتشار الجائحة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والصحي.
وشدد عامل الإقليم، من جهة أخرى، على الاهتمام الخاص الذي توليه المبادرة لقطاع التعليم الأولي، من خلال إرساء استراتيجية لتنزيل التدابير والآليات الوقائية لمكافحة الجائحة، لاسيما بالوسط القروي، بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية وفاعلي المجتمع المدني.
وأوضح، في هذا السياق، أنه على الرغم من هذه الظرفية، تضاعف عدد وحدات التعليم الأولي على مستوى الجماعات الترابية بالإقليم ليصل إلى 122 وحدة في 39 جماعة، في أفق تعميمها على كافة الجماعات، مع إحداث 155 وحدة إضافية إلى نهاية السنة الجارية.
وخلص السيد المالكي إلى التأكيد على أن الإنجازات والمكتسبات المحققة في إطار هذا الورش الكبير تشكل مصدر فخر وتجسد للجهود الكبرى المبذولة من قبل مختلف المتدخلين والفاعلين على الصعيد الإقليمي، مشددا على اهمية توحيد الجهود والطاقات لترجمة مشاريع المبادرة على أرض الواقع، عبر سلسلة من المشاريع تستهدف فئات واسعة من الساكنة.
وقد تميز هذا اللقاء بتقديم عرض حول حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الصويرة برسم سنتي 2019 و2020 من طرف رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم، وعرض للمدير الإقليمي للتربية الوطنية حول موضوع التربية والتكوين في ظل جائحة كورونا.
كما قدم ممثل مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة عرضا توقف فيه عند نتائج الدورات الثلاث الأولى لقافلة “مغرب-ابتكار”، خاصة في ما يتعلق بدعم روح المقاولة لدى الشباب، في إطار البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المرتبط بتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب.
وعلى هامش هذا اللقاء، قام عامل الإقليم بزيارة ميدانية للجماعة الترابية تدزي، حيث تفقد وحدة للتعليم الأولي أنجزت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وقدمت له شروحات حول سير التعليم بهذه الوحدة التي تستقبل 11 تلميذا حاليا.
و م ع أ