الطاهر أنسى
تدبير مرحلة الطوارئ الصحية يهدد النظام و يقوي الفساد واثرياء المغرب مدعوين للتضامن مع المغاربة
تابعنا على طول فترة الجائحة تخادل الحكومة وتواطؤ المؤسسات العمومية من أجل “سحق الطبقة المتوسطة” واعادة توازن الشرعية للنظام البرجوازي.
الحكومة المغربية تغاضت عن ظروف عيش المواطنين، خاصة العمال والمستخدمين المداومين بقطاعات السياحة و الصناعة والخدمات… ولم تكلف نفسها عناء التفكير في سبل عيش تعزز انتماء ذلك المواطن لوطنه، بل وجدتها فرصة لتشريده دون رحمة.
لم تكن الحكومة والمؤسسات العمومية على قدر كاف من الوطنية لمنع الأبناك من ابتزاز المواطن الذي لم يعد بإمكانه تسديد الاقساط الشهرية لمشاريعه المهنية والخاصة، لم يستفيد الجميع من دعم صندوق كورونا بل تم اعتماد الزبونية والمحسوبية والريع الذي تتأسس عليه سياسات الاحزاب السياسية منذ خروج المستعمر وابعاد الحركة الوطنية الحرة من هيئات السلطة، فاستفادت مؤسسات كبرى من الدعم واستفاد اشخاص لهم من الثروات ما يدعمون به الفقراء.
شريحة كبرى من المغاربة، علقت على الأمر بغياب الحكامة السياسية، لكن عدم استيعاب الدروس وعدم تغيير استراتيجية العمل، يؤكد وجود نظام خفي يهدد النظام القائم ويلعب بأوراق الترهيب، التشريد والتجويع وترك المواطن في مواجهة مصيره فقد تم طرد عدد كبير من العمال دون تعويضات وتوقف نشاط عدد مهم من الأصول التجارية من المطاعم والمقاهي والفنادق و وكلات الأسفار….وهي كلها مؤشرات مزعجة ومهددة للتوازن الاقتصادي وإعادة الاقلاع.
اليوم استغرب بقرار حظر التنقل الليلي خلال رمضان، لماذا؟ هل انتشار الفيروس يكون ليلا اكثر من النهار ؟ لا اعتقد ذلك بقدر تأكدت من استمرار مناورة لنشر الفتنة بين العباد وتدمير توابث البلاد والبداية انطلقت بالاجهاز على الحقوق والحريات.
اللهم إني قد بلغت فاشهد.