آخر الأخبار

العدل، العدل

المبارك الگنوني 

يقول الشاعـــر:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقــم عليهم مأتما وعويــلا.

و قال أحد الحكماء: “الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.”

لقد بدأت هذا الموضوع المتواضع بعنوان فيه توكيد على على كلمة “العدل” هذا الخلق الحميد الذي هو أساس النجاح والتطور في جميع الأمور،فالعدل أساس الحكم ولتخليـــق الحياة العامة لابد من التصدي والقضاء على كل مظاهرالظلم الذي ي فرمل و يعرقل تقدم البلاد،وذلك بمحاربة جميع أنواع الفساد، وترسيخ قيم النزاهة وتكافئ الفرص ونشرالتربية على المواطنة وإصلاح العدل لأن أكبر رذيلة هو الظلم. إنه خزي وعار، وسبيل إلى الهلاك والدمار، وسبب في خراب القرى والديار، موجب للنقم، ومزيل للنعم، ومهلك للأسَر والشعوب والأمم. فأين الفراعنة؟!وأين القياصرة؟!وأين الأكاسِرة والجبابرة ؟!

أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم ——–وذكرهم في الورى ظلم وطغيان؟
هل فارق الموت ذا عز لعزته؟ ——-أم هل نجا منه بالسلطان إنسان؟
لا والذي خلق الأكوان من عدم ——-الكل يفنى فلا إنس ولا جانُ
يقول شاعر:
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً ——— فالظلم آخره يفضي الى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه ———– يدعو عليك وعين الله لم تنمِ.

لا يتحقق كل هذا إلا بعدالة اجتماعية و بتقوية النظام الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان وتكاثف الجهود بين المرافق العمومية وجمعيات المجتمع المدني والأفراد. من بين الآليات الكفيلة بتخليق الحياة العامة القضاء على الرشوة بكامل معانيها،هذه الظـاهرة الإجتماعية التي تنخرالمجتمع كما ينخر السوس الخشب لأنها تقوم على أداء مقابل غير مشروع للحصول على خدمة تعتبر من حقوق المواطن الدستورية، وهي ناتجة عن التعسف في استعمال السلطة، وخيانة الأمانة سعيا وراء الإثراء السريع والغير المشروع.للأسف الشديد يعتبر المغرب من الدول التي يتفشى بها هذا السرطان الذي لن ينفع معه دواء في حال استفحاله؛ ذلك أنه بالرجوع إلى نتائج البارومتر العالمي للرشوة، اتضح أن مؤشر الإدراك المتعلق بسنة 2015 قد أبان عن استفحال الظاهرة وانتشارها في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، الشيء الذي يفسر احتلال المغرب للمرتبة 85 عالميا، وكذا تصنيفه «ضمن الدول التي أصبحت فيها الرشوة حالة مزمنة». إن الِّدين يحثنــا على المثل العليا والمباديء الأخلاقية وبناء مجتمع تسوده علاقات مبنية على القيم النبيلة. الرسول عليه السلام علمنا أدب الدين والدنيا:”علمنا أن حسن الأخلاق يُـــمنٌ وسعادة،وأن ســوءها شؤم وشقاء.” للأسف الشديد عندما فرطنا في هويتنا الإسلامية، طغت الأنانيات الداتية وظهرت الإنزلاقات.الكل انغمس في المصالح الخاصة على حساب الصالح العام والبحث عن الإغتناء السريع بالوسائل غير المشروعة فعمَّ الفساد وأصبحنا نسيريقيناً نحو تصدع غيرمسبوق. فكيف السبيل لإستإصـال هذا السرطان الذي استشرى في الجسم المغربي بالنخر المتظاهرعبر المحسوبية والتبديرو الفوارق الطبقية وإعفاء المخرِّبين من العقاب؟ سبيل واحد ووحيد:الرجوع الى الله: “اعرف الله،تعرف نفسك وتعلوبه عليها عُلُوا كــبيرا. اعرف الله تقوَ به على قوى الشرِّكلها،واذكره،تُضعف بذكره الطواغيت، فيسقطوا من عينيك كجدوع نخل خاويــة. فبمعرفة الله يستقيم الدين والدنيا،و باستقامة الدين تصحُّ العبادة،وبصلاح الدنيا تتم السعادة.أختم بقولة “لبرنارشــو” :إنَّ أكبرالمصلحيــن في العـالم هم الذين يبدأون بإصلاح أنفسهم أولا.” علينا أن نصلح أنفسنا التي زاغت عن السبيل المستقيم.

مراكش يوم 10 دجنبر 2021.