سمير الضويوي
لا يبدي منير 52 سنة (اسم مستعار) أية حماسة لإعادة تجربة زواج ثانية ولا حتى علاقة خارج هذه المؤسسة ، فآثار الفشل الأول لايزال موشوما بأنحاء متفرقة من جسده، وتأثيره على نفسيته جعلته منطويا على الرغم من كونه زواج حب أثمر إنجاب طفلين جميلين ، قبل أت تتحول الزوجة إلى وحش كاسر حسب تعبيره ، تقذفه بكل أواني المنزل وتنهل من قاموس السباب أقذحه فكانت تستفزها وسامته،تربيته الحداثية وتفيكره الموغل في الانفتاح،مما جعل غيرتها لا تقتصر على النساء بل طالت حتى أصدقاءه الرجال ، مما ولد لديها حب التملك بشكل متطرف ، حالة منير واحدة من 24 ألف حالة عنف ضد الرجال استقبلتها الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال منذ تأسيسها عام 2008 منها 25% عنف جسدي وتتوزع بقية الحالات بين الطرد من بيت الزوجية ، السطو على مدخرات وممتلكات الزوج، الحرمان من رؤية الابناء، وشكل آخر قانوني مرتبط بالمتعة !! والنفقة الذي لا تراعى فيه أحيانا مداخيل الزوج ووضعه الاقتصادي ، ففي مجتمع تحكمه الأيديولوجية الذكورية يصعب الحديث عن أرقام دقيقة حول العنف ضد الرجال فهي أضعاف ما يتم نشره غير إن الجرإة دفعت آلاف الرجال بالبوح عن جزء من معاناتهم جراء العنف ضدهم، ففي تقرير أعدته المندوبية السامية للتخطيط ربيع 2021 فإن 70% من الرجال بالمدن تعرضوا للعنف النسوي على الاقل مرة واحدة و 61% من رجال القرى، أي أن هكذا عنف موجود في كل فضاءات العيش المشترك كما في الاماكن العمومية،اماكن المل والانترنيت…..الخ! وبين كل الفئات والطبقات الراقية والغنية والفقيرة والمتعلة والامية….ومن بين الأسئلة الموجهة للرجال المُستَجوبين ، إن كانوا قد تعرضوا للإيداء الجسدي: الصفع،الركل،الضرب، الخنق،التهديد باستعمال سكين،او الاجبار على إقامة علاقة حميمية دون رغبتهم،أو إقامة علاقة جنسية لم يرغبوا بها من شأنها الحط من كرامتهم أو إذلالهم، !! فالإجابة كانت مختلفة بين الفئات المستهدفة التي تراوحت أعمارها ما بين 15 و 75 سنة ، حيت إن العنف النفسي كان الأكثر حضورا منه الجسدي والجنسي الذي مثَلا 25% و 1% على التوالي،وقد تصاعدت حدة العنف ضد الرجال خلال الحجر الصحي بشكل متواتر بسبب الضغوط النفسية والاقتصادية الناجمة عن حالة الطوارئ والتي أدت إلى انهيار المنظومة الاقتصادية للاسر بسبب قلة أو انعدام المداخيل المعتادة ،فقد نشرت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي صرخات بعظ هؤلاء بشكل علني على مواقع التواصل الاجتماعي …وقالت الجمعية إنها استقبلت عددا من المُعَنَّفين تعرضوا للسب والاهانة بل والطرد من بيت الزوجية ، وخَلُصَتْ إن الرجل عندما يتعرض للعنف يجد صعوبة لتقديم شكايته خلافا للمرأة التي تجد ابواب المؤسسات القضائية والشرطية والهيئات والجمعيات مفتوحة امامها إذ ليس هناك قانون واضح الفقرات يحمي الرجال ضد عنف النساء يقول الاستاذ الحقوقي والمحامي بهيئة مراكش محمد طاهر أبو زيد،إنها حالات قد تكون معزولة حسب قوله لا ترقى أن تكون ظاهرة ،قد يمكن تفسيرها بردود فعل نفسية للمرأة اتجاه ما تزعم إنه سوء معاملة الرجل لها …