إدريس بوطور
كتب الأديب والصديق العزيز امبارك كنوني M’barek Guenouni تدوينته الصباحية تحت عنوان ” الحزن لا يجيد الاختباء” انطلاقا من قولة الراهب الانجليزي “فيرجيل ماكسويل ” ( الحزن لا يجيد الاختباء ،قد يلمحه الأعمى في تضاريس صوتك ) ** والمقصود من هذه القولة هو أن الانسان يجد صعوبة قصوى لإخفاء ومواراة أحاسيسه ومشاعره مهما فعل واجتهد . لكن هذه الأحاسيس تظهر عبر قنوات أخرى ، في الصوت والمحيا والعيون وغيرها من التفاعلات الانسانية . بل إن الاجتهاد نفسيا في ستر هذه المشاعر يدخل الانسان في معاناة ومكابدة أصعب من الإحساس نفسه ** وأنا أقرأ هذه التدوينة منتقلا بين سطورها الرفيعة استحضرت مجموعة من الأبيات الشعرية العربية التي تصب في نفس دلالة قولة الراهب “ماكسويل ” الآنفة الذكر . ونظرا لجمالية هذه الأبيات الشعرية ، فقد وددت تقاسمها مع سائر من تجمعني واياهن /اياهم اواصر هذا الفضاء الجميل ** قال الامام البوصيري في رائعته قصيدة “البردة” ( أيحسب الصب أن الحب منكتم ** ما بين مضطرم منه ومنسجم ) ** وعلى منوال هذا البيت قال الشاعر المصري احمد رامي (الصب تفضحه عيونه ** وتنم عن وجد شجونه ) . وجاء في قصيدة الأمير عبد الله الفيصل “من أجل عينيك ” قوله ( أستشف الوجد في صوتك آهات دفينة ** يتوارى بين أنفاسك كي لا أستبينه ) . وقبل البوصيري ورامي والفيصل بزمن طويل قال شيخ شعراء الجاهلية وحكيم حكمائها زهير بن أبي سلمى ( ومهما تكن عند امرئ من خليقة ** وإن خالها تخفى على الناس تعلم ) . إنها مجرد نماذج للمثال لا الحصر فحديقة الشعر العربي مفعمة بلوحات رائعة مرهفة الأحاسيس يكفينا فقط تحمل أتعاب البحث عنها وبعثها /