حل العيد العمالي هذه السنة بطعم خاص ومختلف ليس كسابقيه.صار باهثابدون معالم لم تعد الفرحة تغمره كما كان في السابق.فقد كل طقوسه ومراسيمه وصرنا لانلقي له بالافي مسارسنة تتآكل أيامها بلارحمة ولاشفقة وبسرعة مخيفة .هل فعلا نحن في عيد؟
لقد غادرت الفرحة ساحاتنا النضاليةمنذ كنا نرفع شارات النصر مرددين شعار الوحدة والتضامن ورؤوسنا شوامخ يعلوها كبرياء وسمو القضاياالمصيرية دون تفييء ولا تجزيء.هل نفرح في هذه اللحظة الحرجة؟لاأعتقد فكثير من المؤشرات توضح أننا أصبحنا نساير الوجع لعله يختفي . لقد أصبح العيد للذكرى فقط.لأن أغلب أنشطته صور وتصريحات تأتي على شكل ردود أفعال لأننا بكل بساطة أصبحنا نستهلك الجاهز ولاننتج قرارات ولامواقف نضالية موسومة بأفق يستشرف المستقبل وومضات من الحرية تنير درب ومسار الفعل النقابي بعدما تواطأعليه أبناؤه وكل الجهات المتربصة.
فاتح ماي العيد العمالي الذي يعد فرصة للإحتفال بماتم تحقيقه وإبراز المشاكل العالقة التي تنتظر الفرج .فرحته تجمع بين الاثنين : المكاسب والأماني .هذه المناسبة العالمية لايمكن أن تمر دون أن تكون هناك خطابات قوية تجسد صلابة وتماسك الهيئات في إطار وحدة الهدف للنقابات انصافا للشغيلة حتى تطمئن على مسارها المهني يحدوها أمل يضمد جراح الماضي . كنا ننتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر لابراز كل الإنجازات في تنافس يعلي من قيمة الواجهة النضالية لكل فصيل في تدافع يطور من الآداء .كنا في السابق ذات زمان جميل كلما اقترب فاتح ماي نأخذ مسافة زمنية قبل العيد قرابة شهر ونحن نستعد لهذه المناسبة من خلال الملفات وتصنيف الفئات وعدتها لتظهر بصورة تليق بتاريخها وهمومها في الجانب اللوجيستيكي من لافتات وقبعات ولوحات. ليس سهلا اختيار عناوينها بل هي ملفات مرتبة بعناية حسب الأولوية. لجنة صياغة النداء المحلي الذي يشخص الواقع منشغلة .المؤسسات بمختلف أنواعهاالخاص منها والعام تشكل مجالاللتواصل وفتح النقاش وحوارات مع العمال.المنصة مسرح التظاهرة بموقعها الاستراتيجي مع تحديد مسار المسيرة أمرا مهما تشتغل عليه النقابةبعناية.إنه عرس عمالي متكامل الاركان والاستعدادات له بشكل يومي أمر ضروري.إنها لحظة حصاد سنة من النضال لايمكن تفويتها . التأطير والتعبئة حاضرة بقوة.احتفال السنة في يوم واحد يأخذ زمنا قياسيا شهرا قبله و مثله بعده لتقييم المسار والاستفادة من التجربة. لتحقق تراكم يغني ذاكرة وخزينة المنظمة.كانت المتعة حاضرة في تلك الأيام وانت تشتغل في هذاالمجال لايمكن نسيان لحظات كلها حيوية ونشاط يستحضر من خلالها المناضل القضايا الكبرى والملفات في اطار الوحدة .وكيف نستطيع كأسرة واحدة بناء المواقف دون أن يتخلى بعضنا عن البعض.ألوان القطاعات بكل فئاتها تعطي صورة زاهية كأنها قوس قزح في لحظة ممطرة.الكلمات المنبعثة من مكبرات الصوت تصدح بأعلى صوتها لتوجه انتقاذها لسياسات حكومية سجلت تراجعا في حقوق هذه البروليتاريا المقهورة عبر شعارات هادفة موزونة بها من الشاعرية مايقوي القصد والهدق فتستلذ الحشود ترديدها دون ملل وكلل .
العيد العمالي بدأ يفقد بريقه .وكل سنة تأتي أسوأ من سابقاتها والتراجع الخطير الذي بدأ يمس صورة هذا الإحتفال في جانبه الكمي وكذا النوعي .لم يعد حاضرا بنفس الإهتمام بهذا الحدث.لأسباب عديدة يطول شرحها. لكن الأكيد أن كل الأطراف ساهمت بشكل أو بآخر في هذا التدني. لقد صرنا رهائن للطريقة الكلاسيكية المعتادة ولم نستطع ابداع طرق بديلة تؤطر الساحة في ظل جائحة كورونا التي عرت واقعنا الهش والمأزوم . فلايمكن أن نطلب القوة و التفوق في مجالات عامة سمتها الأساسية التراجعات والإنتهازية والإنحطاط. في ظل هذه الظروف لانملك سوى قول كل عام والشغيلة العمالية بألف خير .
ذ ادريس المغلشي