َيبدو ان الوزير فردوس تولى وزارة لاتناسبه، ولذلك، فان كل خطوة يخطوها تتبعها ضجة واساءة، للجسم الصحفي في البداية وللجسم الفني حاليا.
النقاش الجاري حول دعم مجموعة من الفنانين في تقديري لامعنى له، ويتميز في بعض الحالات بغوغائية وتصريف لاحقاد واحكام لااجد لها وصفا.
من المؤكد ان الدولة مطالبة بدعم المشاريع الفنية التي تضيف لرصيد البلاد جديدا او للفنانين الذين يوجدون في حالة فقر وهشاشة وعرضة لتاثير الازمة الحالية. لكن الطريقة هي المشكلة، بحيث تبين ان الفنانين المحتاجين لم يستفيدوا كلهم وان بعض الاغنياء والميسورين ممن يطرقون الابواب ولا يشكلون قيمة مضافة قد اغراهم الطمع بتعريض كرامتهم للاهانة.
فقد دخلنا في تجربة جديدة للتحويلات النقذية المباشرة، بعد تيسيروالارامل …، بعد مجيئ وباء كورونا، ولم نكن جاهزين لذلك بسبب تاخر وضع السجل السكاني والسجل الاجتماعي، لكننا مع ذلك تضامننا مع الفئات الاكثر تضررا من اجراءات الطوارئ الصحية، ومن دون شك، فان الكثير من الاختلالات شابت هذا العمل التضامني.
ومن المفروض ان تصبح التحويلات النقذية المباشرة في المستقبل من التوابث مادام الفقر موجودا والبطالة منتشرة والفرص محدودة، لكن الامر ييتطلب سياسة عمومية تضامنية، وليست مرتبطة بافق ليبرالي متوحش، ووضبطا منهجيا على صعيد التطبيق وابتعادا عن الفساد والزبونية، ومن المفروض ايضا ان ترتبط تلك التحويلات بتعميم التغطية الاجتماعية والصحية وان تصان خلال ذلك كرامة المستفيدين ولا يتعرضون لما يتعرض له حاملو بطاقة رامد المفروض ان يهتم بامرهم مصطفى الرميد.
ومن المؤكد ان عددا من الفنانين الذين ساءت احوالهم او الذين يمكن ان يكونوا ضحية الزمن يجب ان يفرد لهم دعم يصون كرامتهم ويكون اعترافا من المجتمع والدولة بما اسدوه دون تشويه سمعتهم او اظهارهم في صورة متسولين او ملهوطين ….الخ. فلا خير في مجتمع يهمل فنانيه. لكن لنتفق اولا من هو الفنان ولنعرفه لتمييزه عن الكوارث التي تهبط بالدوق العام الى الحضيض وتسيئ لثقافة البلاد ولتمييزه عن السماسرة وممتهني الاحتيال.
محمد نجيب كومينة / الرباط