كلمة سعيدة ابو علي في لجنة الشؤون الاجتماعية بمجلس النواب اشعرتني بالرغبة في البكاء على مراكش، مسقط راسي.
حركت ذاكرة طفولتي وشبابي عندما ذكرت البنيات الصحية التي تركتها الحماية. وجعلتني احس ان الفاشلين قادوا البلاد الى الفشل دون ان ننجح في وقف ممارساتهم المنتجة للفشل.
كيف نعود لتذكر ان الصحة العمومية كانت احسن حالا في فترة الحماية وغذاة الاستقلال ولا نحس بالالم؟ هل هناك ضمير يحرك من يملكون القرار ومن يسيرون امورنا؟ ماذا تبقى من وطنيتنا ووطنيتهم؟ هل ذهب كل شئ ادراج الرياح واصبح “الهريف” هو الافق الوحيد لكل من تناط به مسؤولية؟
هل بات العبث بمصائر البلاد بلا حدود ؟
مراكش توجد اليوم على ابواب اخطر ازمة في تاريخها مند ثورة الجوع في 1937 التي كان تضامن الزعيم علال الفاسي معها سببا في نفيه الى الغابون، لكن وزير الصحة جاء للقاء مع من كان ممكنا ان يكلمهم بالهاتف وما “سواهش” حتى للمنتخبين، ووزيرة السياحة جاءت للقاء اصحاب الفنادق، وبعد ذلك عادا الى فيلات الرباط كي يستريحا من الرحلة، لان مراكش لم تعد تغري كما كانت الى شهور قريبة علية القوم ممن يملكون المال والسلطة ومن يقول لسان حالهم اليوم “اتفوتني وتضرب فين بغات” ومن يستغلون الازمة لتمرير مالم يكن ممكنا تمريره ولفرض سياسة القهر باستعمال بوليس لم يتم تكوينه لمهامه في عالم اليوم، عالم حقوق الانسان والديمقراطية وتقديم الحساب.
وان غذا لناظره لقريب.
محمد نجيب كومينة / الرباط