حميد الزاهير واسمه الكامل حميد بن الطاهر، سرغيني الأصل، مراكشي الولادة والنشأة، واشتهر بلقب الزهير نسبة إلى عرصة الزاهيرية، وهي الحومة التي شب و ترعرع فيها بمدينة مراكش.
بدأ الفنان حميد الزاهير حياته الفنية بمدينة مراكش عام 1958، بعد أن ابتعد عن مهنته الأصلية الجزارة، فأخذ يشتغل في الحفلات الخاصة والأعراس مع الفنان مولاي الغالي الشرايبي، وفيما هما معا في إحدى (لعراسات المراكشية)، إذ بفرقة الطبالة والمازنية تدخل بتاراكت، فأثارهؤلاءانتباه حميد الزاهير بلباسهم المراكشي التقليدي، وبرقصاتهم الشعبية، يتخللها غناء شعبي مرح، وبين الفينة والأخرى، كانوا يفصلون بين المقاطع الغنائية ب ( كريف الميزان )،أي بالضرب بالأكف، فاستوحى حميد الزاهير من هذا المشهد الإطار العام لمشروع فرقة غنائية تخرج عن المألوف لدى المجموعات الأخرى شكلا ومضمونا، وبدون اعتماد على آلة الكمان كما هو سائد ، وهكذا اختار لمشروعه نخبة من بعض أصدقائه من الموسيقيين الذين كانوا يشتغلون معه في الأعراس سابقا، وبدأ التمرينات الموسيقية، ولأن التجربة كانت جديدة فقد كانت الانطلاقة في البداية صعبة، فمن الناحية التقنية مثلا قد وجد حميد الزاهير ومجموعته صعوبة كبيرة في كيفية توحيد إيقاع الضرب بالأكف (الرش) مع إيقاع وتر العود، وبعد كثير من التمرينات، نجحت التجربة، وظهر الفنان حميد الزاهير بأول مجموعة غنائية شعبية بشكل لم يكن مألوفا من ذي قبل في المشهد الغنائي الوطني، وبلون غنائي يعتبر منذ بدايته تجربة متميزة قد جاءت بالفعل لتضيف قيمة أخرى للرصيد الغنائي الوطني الشعبي الأصيل، ومن المؤكد أن السبب في نجاحها هو استنادها الى عنصري الصدق والبساطة، ولعل هذا هو مكمن السر الذي يجعل الجمهور لا يقبل أن يستمع لهذا اللون من الغناء الزاهري إلا من مبدعه الأصلي، ورائده الحقيقي،الفنان حميد الزاهير .
أحمد رمزي الغضبان