حميد الزهير وعبد الحق بنفايـدة
الفنان عبد الحق بنفايدة هو شاعر غنائي وزجال،ارتبط اسمه في تجربته الإبداعية بالأغنية الشعبية،حيث كتب العديد من الأغنيات للفنان سالم أبابا وحسن العباسي ولالة زهيرو وغيرهم ، وقد كان عبد الحق بنفايدة رجلا دمث الأخلاق، طيب المعشر، وإلى جانب هوايته الفنية، كان يشتغل بالتجارة، حيث كان يبيع الاسطوانات وأجهزة الراديوعند مدخل سوق العطارين بالمدينة العتيقة بمراكش.
وبالصدفة ، يلتقي الفنان حميد الزهير بالزجال عبد الحق بنفايدة ،الذي أضفى حلة أخرى جديدة وقوية على التجربة الغنائية الشعبية للفنان حميد الزهير،الذي كان أحوج مايكون لهذا الزجال ليخرج به من إطار اجترار الأهازيج التراثية، وإعادة صياغتها وتقديمها للمستمع بتوزيعات موسيقية جديدة، إلى عالم الإبداع، وهي المرحلة التي تحول معها حميد الزهير من مجرد فنان يقدم الأغنيات التراثية القديمة، إلى فنان أصبح يعتمد النص المكتوب لتلحين أغنية شعبية، لها مؤلفها وملحنها، أما بداية تعامل هذين المبدعين فقد كانت بتقديمهما للون من الأغنيات الشعبية الطريفة، والتي تتمثل في تقديم أغنيات تتغنى بأسماء الجنس اللطيف ومنها: يامشموم الياسمين لغزالة عيشة،وأغنية سعاد، ألالة خديجة يشرع الله معاك ـ لالة زهيروـ سعدي فرحي بالزين لالة ثريا …إلخ.
لالة فاطمـة …أغنية مغربية لكل العرب
بمحطة التلفزيون بعين الشق بمدينة الدارالبيضاء،وفي أواخر الستينات من القرن الماضي،وبمكتب السيد جسوس الذي كان مسؤولا آنذاك عن هذه المحطة ،التلقى الفنان حميد الزهير لأول مرة بالمطرب والملحن المغربي أحمد جبران ، وكان هذا الأخير قد أعد أغنية مغربية شعبية تحمل عنوان
(لالة فاطمة)، ولأنه كان من أوائل المعجبين بالتجربة الغنائية للفنان حميد الزهير، فقد اقترح أن تكون أغنيته تلك هدية منه للفنان حميد الزهير ليغنيها بطريقته الخاصة، وقبل حميد الزهير الهدية، إلا انه قد تصرف في أغنية احمد جبران، بحيث اسقط منها المقدمة الموسيقية ، وأخضع ألحانها للونه الشعبي المراكشي، وقد قدم التلفزيون المغربي هذه الأغنية الشعبية الجميلة في السبعينات عندما كانت تلفزتنا لازالت باللونين الأبيض والأسود، فحققت هذه الأغنية نجاحا جماهيريا امتد إلى خارج حدود الوطن، وهكذا كانت أغنية لالة فاطمة هي الأغنية التي تطلبها الجماهير من حميد الزهير في جميع حفلاته التي كان يحييها سواء في دول المغرب العربي أو في دول الخليج.
حميد الزهير الممثل المسرحي
وإضافة إلى تألقه في سماء الأغنية الشعبية، فقد كان الفنان حميد الزهير أيضا يتمتع بموهبة أخرى في المجال المسرحي ،بحيث قد لعب دور البطولة في مسرحية بعنوان: مولات الري والشوار للمسرحي الأستاذ المهدي الأزدي، أمام نخبة من أقطاب التمثيل المسرحي بمدينة مراكش: مالكة الخالدي ،و مولاي عبد السلام الخالدي، وحميد شقيق البدر وزوجته ، ولبزار وغيرهم، وبالفعل فقد أبهر حميد الزهير بحضوره القوي على الخشبة هؤلاء الرواد الذين شاركهم البطولة في هذا العرض المسرحي، الذي ظهر معه فيه أيضا بعض أفراد مجموعته الغنائية:المختار عمي و عمر مهري ومحمد اكعير،هذا الأخير الذي اشتهر في هذه المسرحية بتقديمه لهذا المونولوج الذي كان من تلحين الفنان حميد الزهير:
أنا بعدا ما بغيت الراحة ما بغيت كونجـــــــــــــــي
أش قضى ليا نظل ف الزنقة كنمشي وكانجــــــــي
لو كان عندي شي اعقل ما نعومشـــــي ف الــــواد
ما يجيني زكــــــــــــــام،،،ما نمشي للحمــــــــــام
ما يحصل راســـــــــــــــــــــــــي ف القـــــــــــب
ما يعمــــــــــــــــــرو ودنيـــــا مـــــا…الخ.
وفي نفس المسرحية غنى حميد الزهيرأيضا:
بنت بــلادي .. زينــة لطيفة.. حركـت كلبــي.. ياأحبابــــــي
أش من اهديــــة..نقدم ليهــــا..باش تبغينــي..نور اعيانـــي….إلخ.
أحمد رمزي الغضبان