الفنان حميد الزهير ملحن المونولوج الفكاهي بامتياز
لم يقتصر الفنان حميد الزاهير في تجربته الغنائية المتميزة فقط على تقديم أغنياته بنفسه، بل لحن أيضا المونولوج الفكاهي،وأسند غناءه لبعض الأصوات من أفراد مجموعته:محمد اكعيرالذي غنى: الطنجية، إي والله قضية،عندي ثلث أولاد ضاصرين،كلشي مشى غافل،هز المجمر،ما بقاو اصحاب ،وغنى المختار عمي:ألوالي مولاي بوشعيب، كرموس النصارى،أنا وياك، ياوريقة حمرا، وغنى عمر مهري:البركي يعذب الزين ،وهاهو ليك ألغزالة االله يهديك، وقد استأثر الفنان محمد اكعير بحصة الأسد من ألحان الفنان حميد الزهير، إلا انه من المؤسف حقا أن تضيع جميع هذه الأعمال التراثية المتميزة في مشهدنا الغنائي المغربي، وألا تحظى بالعناية الإعلامية التي تضمن لها الاستمرارية بالبث على أثير إذاعاتنا وتلفزتنا الوطنية.
وفاة الفنان الكبير حميد الزهير
صباح يوم الاثنين 10 دجنبر 2018، رحل الفنان المغربي الكبير الحاج حميد دار البقاء على إثر معاناة مع المرض، تاركا لأمته رصيدا نادرا ومتنوعا من أجمل الأغنيات التي تصنف ضمن كنوز تراثنا الغنائي المغربي الصرف، وقد خلف رحيله كثيرا من الحزن في قلوب المغاربة، كيف لا وهو الذي وثق في أغنياته الشعبية الجميلة لتقاليدنا وعاداتنا وإعراسنا ووطنيتنا،وعلم الإنسان بفنه البسيط كيف يمكن أن يحب أخاه الإنسان، وبرغم كفاحه المتواصل في درب الإبداع الغنائي المتميز بالطابع المغربي الأصيل، وبرغم مكانته التي حققها في سلم المجد والتألق والشهرة،إلا أن مدينته قد خذلته بدوره كما خذلت عددا من أعلام مدينة مراكش الذين رحلوا في صمت مطبق، دون أن يحظوا حتى بمجرد خبر قصير يعلن عن وفاته، قمة الجحود والتنكر والتغاضي من طرف إعلامنا ومختلف المؤسسات التي تعنى في بلادنا بشؤون الإبداع والثقافة والتراث ومختلف الأجناس الحضارية الأخرى،مدينة بمنطق جائر لا يهتم لغير الفقاقيع، بينما يعيش أعلامنا في خانات الإقصاء والتهميش أحيانا، ليقذف بهم في زوايا الإهمال بعد الموت، وأكثر أعلام مدينتنا الحمراء مراكش قد رحلوا عنا وكل في قلبه غصة من الم مقيم، جراء التنكر والحيف والجحود.