يقول عدد من المهتمين بالشأن الطبي في قنوات فرنسية، إن القناع الصحي لا يقي حامله بنسبة 100٪ من فيروس كوفيد 19، وذلك حسب نوعية كل قناع.
لكنه يحمي 100٪ الشخص المقابل، أي على افتراض أن واضع القناع مصاب بفيروس كورونا، فإنه لن يؤذي الآخر.
أذن، حامل القناع ليس حام لنفسه بالتمام، ولكنه يحمي الآخر بالكامل!
معادلة صعبة الفهم!
دائما أحمل قناعي. فلماذا الآخرون الذين اضطر الى التعامل معهم لا يضعون قناعا؟
قد أعني بذلك التاجر، والحلاق، وحارس السيارات والنادل..
لأول مرة جلست اليوم بمقهى، اخترت واحدة لها باحة في الهواء الطلق. زبناؤها قلة، وطاولاتها متباعدة.
لما جاء عندي النادل، لاحظت انه بدون واق على أنفه وفمه.. سألته:
– بماذا تحملون قطع السكر؟
رد ببساطة وعفوية: باليد.
كنت أنتظر ذلك، خاصة وانني شاهدت القطع متراكمة في إناء عار أمام المُعدّ!
قلته له: هذا تصرف غير لائق، عليكم حمل القطع بأداةٍ. وفي ذهني ملقط كذاك الذي يكون عند بائعي الحلويات، خاب ظني إذن.
بعد صمت. قال: هل آتيك بشيء؟
طلبت قهوة وأنا أعرف أنها ستأتي ساخنة، لعل الحرارة تكون أول حامٍ ضد فيروس مُحتمل يتجوّل بيننا.
وأضفت: عليك حمل قطع السكر بملعقة على الأقل.
لما مررت بأهم شارع، رأت الغالبية بدون كمامات.
وعدد من الناس أغلبهم نسوة مع أبنائهن متزاحمين حول السلع التي يعرضها التجار.
وقافلة من السيارات “الرسمية” التابعة للسلطة والأمن والمجلس الحضري متوقفة في حالة إستنفار، لعلها تنجز جولة بالمدينة. تتوسط القافلة سيارة بأبواق، يحث من خلالها شابٌّ الناسَ على الحذر ووضع الكمامات..
ربما هناك مَن لم يُصدّق بعد أن فيروس كرونا موجود ومُعْدٍ وخطير ومُكلّف..
لقد راهن رئيس وزراء انجلترا على تبسيط الأمر، إلى أن أصيب شخصيا، وراجع سياسته.
وأخيرا انهزم أمام الوباء رئيس البرازيل الذي ظل يكذب ويتماطل، واستقال في ظرف وجيز وزيري صحة اثنين من حكومته احتجاجا على سياسته الصحية الخرقاء.
ثم خرج من بلاهته رئيس أمريكا، وظهر واضعا الكمامة، واعترف بخطورة الموقف بعد تفاقم الوفيات في بلده.
أما فرنسا، فقد أقرّت اجبارية وضع الكمامة الواقية في الأماكن العامة، وكل مخالفة يؤدي مقترفها غرامة تصل الى 1400 درهم حسب عملتنا.
ليس أمامنا سوى الوقاية بالكمامة، والتباعد المجالي، والنطافة.. وأمامنا شهر غشت بحرارته المساعدة على اندحار الفيروس في زمن قصير عند الانفصال عن جسد حامله.
وإذا لم نحسن التعامل، ينتظرنا موعد صعب في الخريف القادم.
الحل الآخر لا يبدو أننا نساهم فيه بجدية، وهو اكتشاف وصناعة مَصْل يقي نهائيا من الفيروس. هذا تقوم به الدول المتقدمة، والتي لها الإمكانيات لذلك، مثل انجلترا، حيث حملت الأخبار، أنهم هناك على درجة متفائلة من النجاح، وقد تطوع 900 شخص لإجراء التجارب، قيل إنها تحقق النجاحات.
فتحمل/ي مسؤوليتك، قبل أن يتم الحجر عليك وكأنك غير راشد ولا واع.
محمد نجيب كومينة / الرباط