القاضي عياض عند مدخل حي باب ايلان أو هيلانة، وهي من الحومات القديمة بمراكش ينتصب ضريح القاضي عياض بجوار ضريح مولاي علي الشريف وزوجته للا محنَة، ممنوع زيارة الضريح يقول أحد الشبان وهو يشير إلى زيارة مولاي علي الشريف، ضريح للامحنة آيل للسقوط لا تنفتح أبوابه إلاَ خلال الزيارات الرسمية أما ضريح القاضي عياض ـ يضيف ذات المصدر ـ فهو مخصص للشرفاء على حد تعبيره جميع الأبواب المؤدية للضريح تم إغلاقها حيث كانت تتحول الساحة المجاورة للضريح إلى ملعب لكرة القدم وبها يتم اختبار لاعبي فريق ” مغرب باب يلان ” العديد من الشيوخ يترقبون افتتاح الضريح فيما تحمل النساء الحناء والشموع للتبرك من الولي القاضي عياض لا يعرفن نسبه لكن بركته كبيرة تقول إحداهن قبل أن تهمس صديقتها بأنها تستعد لتزويج ابنتها الكبرى وتخاف عليها من العين لذلك قررت وضع قليل من حناء” الزغاريد ” بالضريح ليكتمل الفرح، تساءل أحد الشبان عن سر اختيار القاضي عياض ضمن سبعة رجال وعدم اختيار مولاي علي الشريف ليخبره أحد الشيوخ أن بركة القاضي عياض فاقت أرجاء المغرب ليسترسل في الحديث عن القاضي عياض كأنه عايشه قائلا : ” لقد كان قاضيا نزيها بمنطقة سيدي ايوب يفترش حصيرا، سمع عنه يوسف بن تاشفين وحاول اختباره بأن اصطحب معه يهويديا وادعى أن له خلاف معه ليقرر القاضي عياض حكما ضد يوسف بن تاشفين الذي وضع لثاما لكي لا يفتضح أمره قبل أن يزيله ويخبر القاضي عياض بنيته في أخذ القصاص منه لو لم يحكم بالعدل ليفاجئه القاضي عياض بأفعى ضخمة تحت فراشه كانت ستفتك به لو لم يقبل الحكم ” أسطورة يحكيها الرجل بكل وثوق على اعتبار أن القاضي عياض من أولياء الله الصالحين بالنسبة له زيادة على كونه تاريخيا ظهر في مرحلة قبل المولى علي الشريف الأمر الذي اقتنع به الشاب الذي لا زال مندهشا من حكاية يوسف بن تاشفين والقاضي عياض بن موسى اليحصبي الذي يعود نسبه إلى إحدى قبائل اليمن العربية القحطانية، وكان أسلافه قد نزلوا مدينة “بسطة” الأندلسية من نواحي “غرناطة” واستقروا بها، ثم انتقلوا إلى مدينة “فاس” المغربية، ثم غادرها جده “عمرون” إلى مدينة “سبتة” حوالي سنة (373 هـ = 893م)، واشتهرت أسرته بـ”سبتة”؛ لما عُرف عنها من تقوى وصلاح، وقد ولد القاضي عياض في منتصف شعبان عام 476 هـ (1083م) بمدينة سبتة في حضن أسرة كانت تعتز بما كان لها من ذكر في القيروان وبسطة وقلعة يحصب وفاس وبما بنته في سبتة من آثار، وفي السنة التي ولد فيها عياض استولى على سبتة المرابطون وبعد ثلاث سنوات من ولادته كانت وقعة الزلاقة الشهيرة، وهكذا كان ميلاد القاضي عياض في ظرفية تاريخية سيبرز خلالها اسم المغرب ويذيع صيته وينتشر إشعاعه وينجب أعلاما من طبقة القاضي عياض في ظل تلك الدولة المجاهدة السلفية، وُلد ونشأ وترعرع القاضي عياض، وفي ظلها أيضًا تعلم وتمهر وتقدم في شتى العلوم، وفي ظلها أيضًا صار القاضي عياض من أعلام العلماء وكبار القضاة، ولأن تلك الدولة لم تعمّر طويلاً فإن القاضي عياض قد شاهد تلك الدولة وهي في عنفوان شبابها، وأوج قوتها، وأقصى اتساعها، ثم رآها وهي تندحر شيئًا فشيئًا، وتظهر فيها علامات السقوط مثل الفساد والترف، ورآها أيضًا وهي تهزم المرة بعد الأخرى أمام جيوش أتباع مدعي المهديي ابن تومرت والملقبين بالموحدين، مما كان يؤذن بأفول شمس تلك الدولة وخروجها من ساحة الأحداث إلى ثبت الذكريات.
سبعة رجال بمراكش : القاضي عياض بحي باب أيلان ـ 1 ـ
الثلاثاء 28 مايو 2019 - 15:00
حليم السريدي
46161
صوت وصورة
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 18:02
بالفيديو.. المعارضة بأولاد دليم تكشف المستور
الأربعاء 16 أكتوبر 2024 - 20:45
جماعة الكنتور..شهادات صادمة حول وفاة الشاب أيوب ضحية لقمة العيش
الأحد 14 يوليو 2024 - 11:57
مراكش المنكوبة ..صرخة مسنة تطالب بترميم منزلها
الأربعاء 12 يونيو 2024 - 16:20
تلاميذ الحوز إمتحانات الباك كانت في المتناول
الجمعة 29 مارس 2024 - 16:30