…. ثم و خرج على الناس في ذلك الزمن المظلم رجل ينادى في العامة بان في بول البعير فوائدا لصحة الابدان و دواء لامراض شتى و بان اعصروا روث الجمال و اشربوها تصحوا شفاء و شفاء ما بعده سقما و بان من يتدبر في ايات كتاب الله و مجرد ان يفكر في ايات الارث مثلا فهو كافر و خارج الملة و الدين و هو عدو لرب العالمين و لما تصدى له البعض مما كانوا ينادون باعمال العقل في امور الدنيا في ذلك الزمن الاغبر عوض الخضوع لبلادة النقل عما جاء في طلاسيم الاولين و تهيئات المجانين هاجت عليهم و ماجت اتباع ذلك الرجل و كان منهم لحسرة العباد و سوء حظ البلاد الطبيب و المهندس و الاطار البنكي و المعلم و الاستاذ و كل متعلم لا يختلف في شيء و في امر عن كل جاهل و عن كل امي و اوغلت فيهم سبا و ذما و اشبعتهم شتما و تقريعا بل و شكلوا جيشا افتراضيا من 80 الف نفر مزمجر مستعد لاعلان جهاد الجهالة بل و اعلنوه بصريح العبارة جهاد في كل من تساءل عن اهلية الرجل للخوض فيما لا يعلم بما لا يدري و جهاد تجلى كجهاد نصرة لعصائر لم يكن قد تبقى الا الاشارة عليها و اليها بانها من مشروبات الجنة بعد قيام يوم القيامة ..
و كنت تقول للواحدة من تلك الماشية المزمجرة الهائجة المائجة لا يصح شرب عصير خراء الجمال فترد عليك صدق الرجل ثكلتك امك و ما ادراك فهو علامة زمانه و يحمل شواهدا علمية من بلادنا و من بلاد الافرنجة و تقول لها بان في بول البعير مهلكة للكلي فترد عليك بان الرجل فلتة زمانه و كوازيط النصارى تتهافت على ما يخطه و حباه الله بما ليس لنا به معرفة و لا علما ..
كانت ماشية هائجة مائجة لا ترد لسؤالك جوابا مقنعا و ان رات منك اصرارا لمعرفة تفاسيرها لهرطقات لا يقبلها عقلك حسبتك من الزنادقة التي حق فيها جهاد الجهالة …
و كان قد تزامن خروج ذلك الرجل الذي كانوا يلقبونه بالفايد مع سنة وباء عرف بكوفيد 19 و كان قد عم كل البلاد مشرقا و مغربا و ان وجدت في الكتب ذكرا للرجل باسم كوفايد فاعلم بانه هو هو …
البكاي القراوي