إدريس الأندلسي
و يمضي رمضان و يأتينا الذي يليه و يفتتح موسم الانتاجات التلفزية الموسمية بكثافة. الذي تعود على رمضاننا الفني و الثقافي يصل الى خلاصة واحدة و هي ان هذا شهر يشهد تسخير ميزانيات كبيرة قد توازي ما يتم صرفه خلال باقي اشهر السنة. و من بين الانتاجات التي تستهلك المال ما يسمى بالكاميرا الخفية بأسمائها الظاهرة و الخفية “اللي مشينا فيها” . منذ سنين و هو يحاولون اضحاك جمهور حتى ابكوه من كثرة ما راه من غياب الإبداع و غياب الأفكار البسيطة التي تحدث البهجة في النفوس.
و حتى تتم المقارنة على اسس واضحة يمكن ذكر الكاميرا الخفية التونسية 218 . هذه الفرجة الجميلة تعتمد على مواقف بسيطة و غير خطيرة و لا مكلفة ماليا. و لا زالت حلقات سنوات ماضية تسجل ارقام مشاهدات عالية على اليوتوب. و على الصعيد الوطني يتذكر البعض الكاميرا الخفية التي كان يشرف عليها المسرحي الراحل عفيفي و كذلك “طاكسي 36” التي انتجتها القناة الثانية. اما الآن فأصبحت الكاميرا الخفية لدينا تستغل الوضعية المادية لبعض الفنانين و تقترح عليهم المشاركة في شريط او مسلسل او برنامج سياحي. و لحبك المؤامرة يتم اللجوء للطائرات و السيارات و حتى اليخوت لإحداث الرعب في نفس ضحايا الكاميرا الخفية “الباسلة” . و تصرف الأموال من أجل رعب مجاني و يكثر العناق و تتدفق عبارات الإعتذار بعد تفاهم على الأضرار و الهزات النفسية.
ولو كانت الشفافية حاضرة و تفضلت قناتينا الوطنيتين بنشر ما تكلفه ميزانية الإنتاج في رمضان، لظهر أن ما يسمى بالكاميرا الخفية تكلف دافعي الضرائب كثيرا دون الحصول على فرجة تذكر. من حسن حظنا ان البرمجة تتضمن بعض الأعمال الدرامية التي يشارك فيها الكثير من الفنانين القدامى و الجدد بكفاءة و بتكلفة ربما أقل. من حق المشاهد المغربي ان يتمتع بعطاءات فنانيه و ابداعاتهم و إبداء رايه في جودتها او رداءتها. و من واجب المسؤولين تقييم جميع البرامج و الانتاجات بمهنية بعيدا عن المحاباة . و خلاصة القول أن الكاميرا الخفية تحتاج إلى الأفكار المبهجة و ليس الى مشاهد الرعب المكلفة .