جاء في تدوينة العلامة حمزة الكتاني : ” توصلت بيد الغبطة والسرور من أخي العالم البحاثة المحقق؛ الدكتور حمزة النهيري الزروالي، بتأليفه هذا المعنون بمدرسة الإمام الباقلاني 403هـ، في علم أصول الفقه، منشورات دار سوماكرام بالدار البيضاء، وهذا الكتاب – إضافة لكتاب آخر سأنوه إليه لاحقا إن شاء الله – من أحدث منشورات الدكتور النهيري بارك الله فيه.. هذا الكتاب يعتبر دراسة حول الإمام الباقلاني باعتباره أصوليا، محللا ودارسا شخصيته الأصولية من خلال كتابه “التقريب والإرشاد”، وقد استغرقت من المؤلف نحو 110 صفحة بالخط الدقيق، وطبع الكتاب في غلاف..
بقراءة أولية لهذا الكتاب وجدته أكبر من حجمه، سواء بالمادة المستفاد منها، وبالمباحث المتطرق إليها، والقضايا المستوعبة فيه، فهو من الكتب التي يتعجب كيف استطاع مؤلفها جمعها في هذه المائة وعشر صفحات فقط…
هذا الكتاب يعتبر مدخلا مهما لمعرفة المدرسة الأصولية للإمام الباقلاني، ومكانتها بين المدارس الأصولية الإسلامية، بل وريادتها، وجذورها، وامتداداتها، ومعالمها، وأهم قضاياها، استفاد المؤلف فيه من مجموعة من المراجع عدّدها في آخر الكتاب ثلاثة وأربعين مرجعا ومصدرا.
وقد أعجبت بالمؤلف نظرا لوسع اطلاعه، وقوة عارضته، وتحريره في المباحث المتطرق إليها، واتساع استفادته من كتب أهل الاختصاص المتقدمين والمتأخرين، وتنزيله القضايا المثالية على أرض الواقع، فهو باحث أصولي ممتاز، حر الفكر والضمير، واسع الاطلاع، عميق الغور، ذكي النظر، تقرأ له وأنت تقرأ لأستاذ مبرز متمكن من وسائل المعرفة وأدوات البحث، خاصة فيما يتعلق بعلم الأصول وقضاياه ومباحثه، مع عقيدة سليمة، ومنهج علمي رزين، وأدب وعفة في الكتابة والبحث..
وحقيقة؛ هذا الكتاب يحتاجه كل دارس في علوم الأصول، باحث في المدارس الأصولية وتاريخها، خاصة في المذهب المالكي؛ إذ الإمام الباقلاني شيخ الإمامين القاضي عبد الوهاب وأبي عمران الفاسي المالكيين، بل يستحق أن يكون مادة تدريسية في الجامعات والمعاهد المتخصصة.. فجزى الله المؤلف خير الجزاء، وبارك في جهده…