أعلن علماء الفلك مساء الأربعاء 10 أبريل الجاري، عن أول صورة لظاهرة الثقب الأسود، وهي الصورة التي تكشف الثقب الأسود وسط المجرة ” إم 87 ” في كوكبة العذراء،ويقع على مسافة 55 مليون سنة ضوئية من الأرض، وتعادل كتلته 6.5 مليار مرة كتلة الشمس.
وجاءت صورة الثقب الأسود، الذي شبهه العلماء بـ ” الوحش “، بعد مراقبة من تليسكوب مراقبة الثقوب السوداء (مشوع تلسكوب أفق الحدث)، وهى شبكة من المناظير التي تغطي الكوكب مكونة من ثمانية مناظير لاسلكية أرضية أنشئت عن طريق التعاون الدولي.
وحظي إكتشاف الثقب الأسود بدعم من قبل مركز العلوم الفلكية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، والذي أنشأه المرصد الفلكي الوطني للأكاديمية الصينية للعلوم ومرصد زيجينشان الفلكي بنانجينغ والمرصد الفلكي بشنغهاي.
وتولى المرصد الفلكي بشنغهاي تنظيم وتنسيق مشاركة العلماء الصينيين في عمليات الرصد،والذين ساهموا كذلك في تحليل المعلومات والشرح النظري للثقب الأسود.
وقال رئيس مرصد شانغهاي للفلك،شن تشي تشيانغ، إن ” هذا أول دليل بصري على الثقب الأسود يحصل عليه البشر، وهذا يؤكد على أن نظرية أينشتاين الخاصة بالنسبية العامة مازالت سارية في الظروف غير الاعتيادية”.
وأوضح تشيانغ أن ” التصوير الناجح للثقب الأسود في قلب مجرة إم 87 هو مجرد بداية للتعاون في مشروع تليسكوب مراقبة الثقوب السوداء”،مضيفا “إننا في انتظار المزيد من النتائج المذهلة من مشروع تليسكوب مراقبة الثقوب السوداء في المستقبل القريب”.
من جهته،قال وو تشينغ ون، أستاذ كلية الفيزياء بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، والعضو في فريق مشروع أفق الحدث “إن مشروع رصد هذا الثقب الأسود قد ضم فريق بحثي متكون من أكثر من 200 عالم من مختلف أنحاء العالم. وعلى مدى عامين عملت شبكة من التلسكوبات على تجميع وتركيب بيانات صورة الثقب الأسود”.
وأوضح أن سبب استغراق صورة واحدة كل هذا الوقت، يعود إلى الحجم الضخم لبيانات الثقب الأسود،بالإضافة إلى عملية المعالجة المعقدة نسبيا، الشيىء الذي يحتاج للتعاون بين عدة فرق بحثية، والتأكد من صحة النتائج بشكل مستقل، وهو العرف المعتمد دوليا في الإعتراف بالنتائج العلمية.
وأضاف أن الفريق العلمي الصيني ضم أكثر من 10 علماء، ينتمون إلى مرصد شنغهاي الفلكي للأكاديمية الصينية للعلوم، ومرصد يونان للأكاديمية الصينية للعلوم، ومعهد الطاقة العالية التابع لأكاديمية العلوم الصينية، وجامعة بكين ، وجامعة هواتشونغ للعلوم ، وجامعة نانجينغ للعلوم ،بحيث شارك الفريق وقد م اسهامات في عمليات الرصد ومعالجة البيانات والتحليل النظري وغيرها من المهام الموكلة له.
يذكر أن “مشروع تلسكوب أفق الحدث”، أطلق في عام 2017، ويهدف إلى بناء تلسكوب ” إفتراضي ” يعادل قطره قطر الأرض، عبر الربط بين ثماني مجموعات من التلسكوبات الفلكية في مختلف أنحاء العالم لجمع البيانات الضخمة وتحديد شكل الثقب الأسود.وتنتشر التلسكوبات الثمانية التي استخدمت في هذا المشروع في الولايات المتحدة والمكسيك والشيلي والقطب الجنوبي.
ويعتقد خبراء الطقس والمناخ في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بوجود علاقة بين هذا الثقب الأسود وبين التغيرات المناخية التي شهدتها الكرة الأرضية مؤخرا،بحيث وقعت فيضانات كبيرة وغير معهودة ،وتغيرات كبيرة في معدل درجة حرارة الأرض، ونشوء أعاصير قوية،في العديد من المناطق عبر العالم .