قبل يوم أمس طلعت علينا الحكومة المغربية عن طريق لجنةاليقظة ببشرى سارة للأسر المقهورة و المغلوب على أمرها، التي تتوفر على بطاقة الراميد أو التي لا تتوفر عليها. حددت مبالغ مالية كتعويض لهم على فقدان او العطالة عن الشغل في هذه الظرفية الحساسة، و جاءت هذه المبالغ مقسمة و موزعة حسب عدد الأفراد داخل الأسرة الواحدة.
القرار الذي بادرت به اللجنة محمود في شكله و لكنه مذموم في جوهره، الدولة أخذت بعين الإعتبار وضعية من يوجدون في وضعية هشاشة و تذكرتهم رغم التأخر الملحوظ في ذلك و رغم ما قد يعتري هذه العملية من ارتجالية و فوضى عند التوزيع من السلطات المعنية بذلك.
الأسئلة الموجهة للجنة اليقظة هو هل بهذه المبالغ الهزيلة جدا، وعلى الأخص، تستطيع أسرة مكونة من أربع أفراد أن تلبي حاجياتها اليومية المتكررة؟
أ غاب على اللجنة أن تعلم كيف هي أسعار المواد الغذائية و اللحوم بأنواعها و الخضر و الفواكه في هذه الفترة؟
هل معدل 250 درهما للفرد الواحد سيكفي لمدة شهر مثلا؟
هل هذا المبلغ مخصص فقط للأكل و الشرب ؟
أين هي تغطية مصاريف الماء و الكهرباء و الهاتف؟
أين هي تكاليف التطبيب و الأدوية لمن هو مريض؟
أين واجبات الكراء لمن لا يملك سكنا؟
يا واضعي هذا الباريم و هذا التقدير أصدقكم القول و أنا واحد من أبناء الشعب و بحكم مهنتي، و باحتكاكي اليومي مع كل التجار باختلاف تخصصاتهم أرى أن معدل مصروف الاسرة الفقيرة الواحدة و المؤلفة من أربعة عناصر فقط مما سيدخل بطونهم يتراوح بين مبلغ 300 درهم و 400 درهم في الأسبوع الواحد و أركز على التغذية فقط أي الأكل و الشرب.
هي ثمة تساؤلات أظن أن اللجنة تعرفها جدا و تعيها جيدا و لكنها قفزت عليها لتنهج سياسة اللهم العمش و لا العمى و حث الطبقة المسحوقة على تبني مبدأ العفاف و الكفاف و الغنى عن الناس.
نصيحة أخوية و صادقة لأبناء الشعب الفقراء ومن أجل الإقتصاد و تدبير المرحلة بهكذا مبلغ هو الإكثار من الصيام في شهر شعبان هذا حتى لا نسقط جميعا في مغبة الانغماس في الأكل و الشرب في الثلاث وجبات المعتادة و حتى نتمكّن من استهلاك المعدل اليومي للإنفاق الذي هو 33 درهما في أفضل الظروف.
شكرا للحكومة التي عالجت الخطأ الحسابي للوزيرة المحترمة التي حددت في زمن ماض مصروف الفقير في 20 درهما، فأضافت لنا 13 درهما زيادة، شكرا بزاف بزاف.
سوف أكتب و أقرأ السطر الأخير.
أتحدى أي فرد من الحكومة و أي مساهم في إخراج هذا القرار المجحف أن نضع في يده 33 درهما و ندعه يتبضع منها كيفما شاء و ليأتينا في المساء على الساعة السادسة مساءً بالجواب و بالخبر اليقين.
نور الدين عقاني / سطات