حاميد اليوسفي
لست متخصصا في الكتابة عن كرة القدم . اكتفي بتدوينات قصيرة في الفايس بوك أعبر فيها مثل باقي الناس عن حبي للفريق الوطني ، أو بعض الفرق التي تشارك في البطولات الإفريقية . ونادرا ما أتابع مباريات البطولة المغربية باستثناء مباريات الوداد والرجاء . وأجمل ما يعجبني فيها هو الحضور الجماهيري المنظم ، والأهازيج التي يرددها في الملعب . وقد تتبعت مؤخرا بعض الأشرطة في السوشيال ميديا ، ولاحظت حضور جمهور من فئات اجتماعية مختلفة عكس ما كنت اعتقده بفعل بعض أحداث الشغب التي تقع بين الفينة والأخرى ، ناهيك عن الحضور النسائي المتميز .
وعلى هذا الأساس تابعت جزءا من مباراة الرجاء والأهلي ، وجزءا من مباراة شباب بلوزاد والوداد البيضاوي في البيت وفي المقهى .
تأسفت لضربة الجزاء التي أعلن عنها حكم الفار ، رغم أن الكرة ضربت في فخذ اللاعب ، وحكم الوسط أشار إلى ضربة ركنية . وقد قيل الكثير عن هذه اللقطة . البعض اتهم حكام الفار ، والبعض اتهم المخرج ، لهذا فقد ظلموا الرجاء في مصر ، وظلموا معها آلاف المشاهدين في المغرب وغيرهم من عشاق الخضراء . وقد أساء هذا الظلم التحكيمي لفريق الأهلي وخدش تاريخه العريق خاصة وأنه لعب مقابلة جيدة وكان بإمكانه الفوز بأكثر من هدفين ، ولم يكن في حاجة لغش المخرج ، أو لتحيز حكم الفار . على كل المباراة ستعاد بالبيضاء وأتمنى للفريق الذي سيلعب أحسن أن يتأهل للدور القادم ، وأن تنتصر أولا وأخيرا الأخلاق الرياضية .
بعد انتهاء مباراة الأهلي والرجاء انتقل تلفزيون المقهى إلى ما تبقى من مباراة شباب بلوزاد الجزائري وفريق الوداد البيضاوي . الوداد تلعب بعشرة لاعبين بعد طرد الداودي منذ الدقيقة الخامسة ، وهي منتصرة بإصابة لصفر . وقد حافظت على هذه النتيجة حتى نهاية المباراة . هنا حدث ما لم يكن في الحسبان بعد أن تعرض لاعبو الوداد وجمهورها والمغاربة بصفة عامة للسب والقذف بنعوت عنصرية تسيء للمغاربة وتمس بكرامتهم كما تسيء للرياضة وكرة القدم . وكم كان لاعبو الوداد كبارا وهم يتجهون إلى مستودع الملابس ، ويصفقون للجمهور الجزائري ، وكأنهم يبعثون برسالة إلى الكابرانات مضمونها بأن كل إناء بما فيه يرشح .
تذكرت كيف استقبل الجمهور والمسئولون عن الرياضة الفريق الوطني الجزائري بمراكش ووفروا له كل ما يلزم من نقل وفندق وغيرها من متطلبات إجراء مباراة في كرة القدم . ونفس الشيء حدث مع فريق وفاق اصطيف والحفاوة التي استقبله بها الجمهور البيضاوي .
لا أعتقد أن الجمهور الجزائري تصرف من تلقاء نفسه وهو يشتم ويسب لاعبي الوداد والمغاربة بعد نهاية المباراة .
تمة خلل في جهة ما . بعد مراجعتي للعديد من اشرطة الفيديو لبعض المباريات في البطولة الجزائرية ، لاحظت وخاصة أيام الحراك بأن جمهور كرة القدم بالجزائر كان يرفع شعارات معادية لرئيس البلاد والطغمة العسكرية الحاكمة ويطالب بدولة مدنية .
واستعمت كذلك للعديد من التحليلات والتصريحات للموالاة وللمعارضة في الجزائر . الإعلام الموالي للعسكر تحدث في كل شيء إلا ما تعرض له لاعبو الوداد والمغاربة من قذف وسب . بل أمعن في الكذب والتزوير بدون قطرة حياء كعادته ، ووصف السب القذف بالاستقبال الودي والحار . وقد كان الأمر مقصودا ومخططا له . إعلام المعارضة المنفية خارج الوطن تحسر وتأسف على الحضيض الذي وصلت إليه الطغمة الحاكمة في الجزائر الشمالية وحمل المسؤولية لرموز النظام التي سخرت عناصر مخابراتها ومليشياتها ودستها وسط الجمهور .
لست مسيحيا ، وقد لا أتفق مع السيد المسيح على أن أقدم خدي الأيسر لمن يصفعني على خدي الأيمن . وروحي الرياضية ليست على ما يرام ، فأنا مجرد مواطن بسيط أنفعل مع الأحداث ، لكن كرامتي خط أحمر .
فإذا ظلموني في مصر ، وشتموني في الجزائر ، فالله يلعن أبو الكرة وأمها.