أصدر المجلس الجماعي لمدينة مراكش وثيقة ” إعلانا للعموم ” موقعة من طرف النائب السابع لعمدة مراكش، ينهي من خلالها عزمه بيع القعة الأرضية التي كان بها سوق الخضر والفواكه بالجملة، محددا تاريخ إجراء السمسرة في 18 يونيو 2019 على الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر القصر البلدي بشارع محمد الخامس.
العربي بلقايد عمدة مراكش، الذي ” لا يعجبه العجب و لا الصوم في رجب ” و الذي أطلق لسانه بإحدى المخطات الإذاعية، خلال عهد فاطمة الزهراء المنصوري، العمدة السابقة ،لتسريب أسرار المكتب المسير للمجلس الجماعي، الأمر الذي أدى إلى فصله و انتخاب المحجوب رفوش نائبا للعمدة، ليتحول رفقة أعضاء حزبه إلى المعارضة، التي سبق أن مارسها بشكل محتشم خلال فترة الجزولي ” الكريم ” الذي كان يخصص له زيارات بين الفينة والأخرى .
و يذكر أن تالبقعة الأرضية التي اسالت لعاب عمر الجزولي، الذي قرر التخلص منها منذ زمن المجموعة الحضرية، وكان الحديث تارة عن المستثمر الراحل ميلود الشعبي ، وأخرى مؤسسة العمران ” ليراك سابقا ” قبل أن يقرر بيعها بمبلغ 40 مليار ، لكن الصفقة لم تتم .
وبعد تولي المنصوري التي ظل بلقايد ينتقد طريقة تدبيرها ، خصوصا بعد أن توارى حميد نرجس ” خال فؤاد علي الهمة ” عن الأنظار، و الذي اعتبر مهندس التحالف الذي ابعد الجزولي و من معه من القصر البلدي، فاطمة الزهراء المنصوري التي أوقفت عملية البيع بشجاعة وتم إلغاء الصفقة، بحضور عبد السلام بيكرات والي جهة مراكش ، قبل أن تتم برمجتها كحديقة و ساحة على شكل ” رامبلا ” بعاصمة كاطالونيا.
و ألغت فاطمة الزهراء المنصوري تفويت البقعة البالغة مساحتها حوالي سبع هكتارات، لشركة فاديسا، العملية التي سارع الجزولي الزمن لتنفيذها أمام صمت بلقايد و حوارييه وقتئذ، حيث دفعت الشركة حوالي عشر مليار سنتيم ، في الوقت الذي وجد مجلس الجزولي صعوبة في إفراغ الفضاء، الذي بقيت به محلا ت الموز، التي أحدثها المعني بالأمر حين كان رئيسا للمجموعة الحضرية، قبل أن تقف شكة في حلق التفويت المزعوم.
وهكذا عملت فاطمة الزهراء المنصوري، على إلغاء الصفقة بعد إفراغ السوق، و تعويض ذوي الحقوق، ليأتي مجلس البيجيدي، الذي لا زال يتغنى باكتساحه مدينة مراكش، كما يتغنى زعيمهم الكبير ب ” المليون ناخب” ويقرر بيع البقعة الأرضية ” و اللي دوى يرعف ” بعد أن أغرق المدينة في الديون .
ويتساءل المهتمون بالشان المحلي، عن مشروع ” مدينة الفن ” التي كان من المزمع إقامتها بالفضاء المذكور، إضافة إلى البقعة التي تتواجد عليها المحطة الطريقية و كذلك جنان سيدي بلعباس، لتكون متنفسا لساكنة مراكش التي خنقها الإسمنت المسلح.
هذا ويتم الحديث في ردهات القصر البلدي عن ” اتفاق مسبق ” مع إحدى الشركات الإماراتية، لتحويل المنطقة إلى غابة اسمنتية، من خلال تشييد عمارات بها، بعد أن ظل الحديث عن تهيئتها بالحدائق و ساحة كبيرة .
و يتساءل المهتمون بالشأن المحلي هل سيقوم الوالي الذي ظل يجوب ساحات و أزقة المدينة للقيام بشيء اسمه ” تفقد الحاضرة المتجددة ” بفتح تحقيق في الموضوع أم سيصم آذانه، كما حدث مع العديد من المشاكل التي خلفتها عملية الترميم النمطية بأزقة و أحياء المدينة العتيقة و أسواقها .