ولد الرامي يبدع في إنشاد قصيدة “التوبة” ويتسبب في بكاء شيوخ الكلام بإحدى الجلسات الاسبوعية
كل من يجالس خالد ولد الرامي رئيس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي ويستمع إليه وهو يسرد لوحات وصفحات مشرقة من تاريخ فن الملحون ورجالاته، يحس كما لو كان في إبحار وغوص روحي في عمق فن يستحق الاهتمام بالبحث في عروقه والاستماع إلى نبض دم حبه، في أفئدة شيوخ غير راضين عن ما يعيشه هذا الفن الأصيل الذي يشكل “ديوان المغاربة”.
“يالغفار غفر ذنبي،،، يالعالم عن قلبي،،، قصدك ترحمني وانتا الرحيم كريم وتواب” حربة قصيدة “التوبة” التي أبدع خالد ولد الرامي في إنشادها خلال سنة 1985 أمام شيوخ الكلام ورواد فن الملحون بإحدى الجلسات الأسبوعية التي يتم تنظيمها بالتناوب بين الهواة والمولعين بفن الملحون بالمدينة العتيقة لمراكش، حيث لقيت إعجاب وتجاوب الحاضرين، بالنظر إلى روعة الإنشاد والعزف.
يقول المنشد خالد ولد الرامي المولع بقصائد المدح والتوسل خلال حديثه ل”الصحراء المغربية” عن هذه التجربة، كان الإيقاع والعزف أتناء إنشادي قصيدة “التوبة” رائعا حيث خلفت انطباعا جيدا وسط الملاحنية بل منهم من لم يمتلك نفسه وبكى متأثرا بروعة إنشاد القصيدة.
وأضاف ولد الرامي أن زجالو وشعراء فن الملحون، لم يكتفوا بالتوسل إلى الله وطلب مغفرته وعفوه والتوسل إليه، بل اتخذوا من مدح الرسول وخصاله، موضوعا لقصائدهم ويتضح ذلك في عدة قصائد لا مجال لحصرها، بينها قصيدة “سيدي يارسول الله شفع لي” للشيخ محمد بلكبير.
من جهة أخرى، أوضح خالد ولد الرامي أن الحفاظ على فن الملحون رهين بتجميعه وتصنيفه وتدوين النصوص التراثية لهذا الفن المغربي الأصيل، وفي هذا الإطار،ارتأت جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي بإصدار ديوان من شعر الملحون لأحمد بدناوي، وديوان آخر للمرحوم الشيخ محمد بن الفاطمي الركراكي، سعيا منها في الحفاظ والاعتناء بهذا التراث المغربي الأصيل.
وأشار ولد الرامي الى أن الجمعية التزمت منذ تأسيسها بإقامة ملتقياتها السنوية والقيام بإصدار دواوين لبعض شيوخ الملحون مع الرغبة في إصدار دواوين أخرى لمجموعة من الشيوخ كلما سنحت الظروف وتيسرت الأمور.
وحسب ولد الرامي الذي شارك في عدد من الملتقيات المحلية والوطنية والدولية الخاصة بفن الملحون، فإن الجمعية تقوم بهذا العمل وتعتبره هدية لجميع رجالات الملحون من شعراء وناظمين وأساتذة وباحثين ومنشدين وخزانة وحفاظة وكل المهتمين بهذا الفن العريق.