المصطفى تغلي أحد حفاظ ومنشدي قصائد الملحون
يعتبر المنشد المصطفى تغلي من رواد الملحون بمدينة مراكش، وأحد الحفاظ والمنشدين المشهود لهم بالتفوق اعتمد على محفوظاته واتصاله برجال الملحون ومجموعة من الباحثين والدارسين.
من مواليد 1950 بمنطقة واد الحجر التابعة للجماعة الترابية أولاد حسون، ينحدر من أسرة محافظة، تلقى تعليمه الأولي والابتدائي والإعدادي بمدينة مراكش، غير أن عشقه لإنشاد قصائد الملحون، بدأ منذ كان تلميذا بالتعليم الإعدادي، بحيث أصبح لايهتم سوى بقصائد الملحون، وأضحى يجالس “شيوخ لكريحة” المنشدين المتميزين بأصواتهم الجميلة وأدائهم الرائع، أمثال محمد بوستة ونور الدين الرجراجي وأحمد بدناوي، وأدى قصائد ميزته عن باقي المنشدين.
تلقى المبادئ الأولى للملحون على يد المرحوم الشيخ المحجوب أباظة، الذي كان من الشيوخ الكبار في فن الملحون، وكذا على يد الشيخ بنعمر الملحوني، وغيرهما من الشيوخ الكبار، قبل أن يبرع في أداء قصائد من عيون هذا الفن الأصيل، الشيء الذي مكن المصطفى تغلي من أن يتشرب الفنون التراثية وانضم إلى جماعات الملحون بمدينة مراكش، حيث أصبح يشغل الكاتب العام لجمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي، وشارك في العديد من التظاهرات المحلية والوطنية والدولية التي تحتفي بفن الملحون وشيوخه وشعرائه القدامى والمعاصرين.
يستحضر المصطفى تغلي ذكرياته مع الملحون، موضحا أن جلسات النزاهة التي كانت تقام في عرصة المرحوم الشيخ المحجوب أباظة المتواجدة بالجماعة الترابية أولاد حسون، يطغى عليها أغاني الملحون التي يشربها الذواقيون مع كؤوس الشاي، حيث كان يردد مع شيوخ وشعراء الملحون قصائد يطلق عليها “المحمديات” أو “صاح آل البيت” وهي التي يكون غرضها مدح الرسول وصالح أهل بيته، هذا بالإضافة إلى قصائد الغزل، و”ذهبيات” وهي أشعار تخصص لوصف غروب الشمس، والـ”ربيعيات” وتتخصص في وصف الربيع.
يرى المصطفى تغلي أن شاعر الملحون هو القادر على إبداع قصائد رائعة في كل الأغراض الشعرية بدون استثناء ويراعى في الآن نفسه الإيقاع والوزن بل وتكون له القدرة على نظم قصائد مختلفة في كل البحور والأوزان الشعرية
وأوضح المصطفى تغلي أن أغلب الشعراء الأميين كانوا حرفيين وصناع تقليديين، ومنهم من وصل صيته ونبوغه لدرجة جعلت أهل الملحون يمنحوه لقبا وتعظيما له كالجيلالي امتير، مشيرا إلى أنه بالرغم من كونه أميا إلا أنه تفوق على شعراء عصره من المثقفين بفضل موهبته وحنكته اللتان جعلتا معاصريه يطلقون عليه لقب فاكهة الأشياخ و”شجرة الأشياخ”.