آخر الأخبار

المدرسة الجديدة

المصطفى لمگوني

“المدرسة الجديدة: تعاقد مجتمعي جديد من أجل التربية والتكوين” الصادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.

ملخص الوثيقة :
يقدم هذا التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي رؤية شاملة لإصلاح وتطوير نظام التربية والتكوين في المغرب تحت مسمى “المدرسة الجديدة”. ينطلق التقرير من تقييم للوضع الراهن للنظام التعليمي، مع التركيز على التحديات والمعيقات التي تحول دون تحقيق الجودة والإنصاف والملاءمة المنشودة. يقترح التقرير بناء “تعاقد مجتمعي جديد” يرتكز على مبادئ أساسية تهدف إلى تجديد وتطوير المدرسة المغربية وتمكينها من أداء دورها الكامل في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للمملكة. يؤكد التقرير على ضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين في المجتمع (الدولة، الأسر، المدرسون، المتعلمون، الجماعات الترابية، القطاع الخاص، المجتمع المدني) لإنجاح هذا المشروع الإصلاحي الطموح. كما يستعرض التقرير المراحل التي تم اتباعها لإعداد هذه الرؤية، والتي شملت مشاورات واسعة مع مختلف الأطراف المعنية.

ما هي المدرسة الجديدة:
تُعرف “المدرسة الجديدة” في هذا التقرير بأنها رؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى إحداث تحول جذري وشامل في نظام التربية والتكوين بالمغرب. تقوم هذه الرؤية على مجموعة من المبادئ والمرتكزات الأساسية، أبرزها:
الجودة للجميع: ضمان تعليم ذي جودة عالية لجميع المتعلمين، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الجغرافية.
الإنصاف وتكافؤ الفرص: العمل على تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين وتمكينهم من الحصول على تعليم جيد.
الملاءمة: ربط التعليم بمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد وحاجيات سوق العمل.
الارتقاء بالرأسمال البشري: تطوير قدرات ومهارات المتعلمين وتمكينهم من اكتساب الكفايات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.
الابتكار والتجديد البيداغوجي: تبني طرائق تدريس حديثة ومبتكرة تشجع على التفكير النقدي والإبداع والمبادرة.
تعزيز قيم المواطنة والمسؤولية: غرس قيم المواطنة الفاعلة والتسامح والتضامن والمسؤولية لدى المتعلمين.
* الحكامة الجيدة: تحسين إدارة وتدبير نظام التربية والتكوين وتعزيز الشفافية والمساءلة.
الشراكة المجتمعية: تفعيل دور مختلف الفاعلين في دعم وتطوير المدرسة المغربية.

المستجد في المدرسة الجديدة:
تتضمن “المدرسة الجديدة” مجموعة من المستجدات والتحولات الهامة التي تهدف إلى الارتقاء بنظام التربية والتكوين، من أبرزها:
إرساء نموذج بيداغوجي جديد: يركز على المتعلم كفاعل أساسي في العملية التعليمية، ويعتمد على طرائق تدريس نشطة وتفاعلية تشجع على التعلم الذاتي والتعاوني وحل المشكلات.

تجديد المناهج الدراسية: تطوير مناهج دراسية حديثة وملاءمة تستجيب للتطورات المعرفية والتكنولوجية وتراعي التنوع الثقافي والاجتماعي للمملكة.
تطوير نظام لتقييم التعلمات: الانتقال نحو نظام تقييم شامل لا يقتصر على الاختبارات التقليدية، بل يشمل تقييم الكفايات والمهارات الحياتية والقدرة على الابتكار.
تأهيل وتكوين الأطر التربوية: وضع برامج متجددة لتكوين وتأهيل المدرسين والإداريين التربويين، بما يواكب المستجدات البيداغوجية والتكنولوجية.
تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية: إدماج التكنولوجيا الرقمية في العملية التعليمية بشكل فعال لتعزيز جودة التعلم وتوفير فرص تعليمية متنوعة.
توسيع وتطوير التعليم الأولي: إيلاء أهمية قصوى للتعليم الأولي باعتباره قاعدة أساسية لبناء مسار تعليمي ناجح.
تطوير التعليم المهني والتقني: ربط التعليم المهني والتقني بحاجيات سوق العمل وتوفير مسارات تكوينية متنوعة تستجيب لمتطلبات القطاعات الإنتاجية.
إرساء آليات للحكامة والمساءلة: تعزيز الشفافية والمساءلة على جميع مستويات نظام التربية والتكوين.
تفعيل دور الأسر والمجتمع المدني: إشراك الأسر والمجتمع المدني بشكل فعال في دعم وتطوير المدرسة المغربية