آخر الأخبار

المربية الوطنية زينب كوان في ذمة الله

آسفي و مراكش تودعان مربية و وطنية أحبت وطنها … وداعا للأستاذة و الوطنية الأستاذة زينب كوان ….

إدريس الأندلسي 

غادرتنا إلى دار البقاء هذا اليوم إحدى القامات التربوية بمدينتي مراكش و آسفي .

إنها المشمولة برحمة ألله المديرة و الأستاذة الفاضلة السيدة زينب كوان، أخت الأستاذ السفير المكي كوان و الأستاذ عبد اللطيف، و الاستاذتين فاطمة و نورا و أم الدكتور شفيق و أمين و وفاء و طارق و سيدي محمد .

تلقت الراحلة تعليمها الأولي و الابتدائي بالمدارس الوطنية في بداية الأربعينات بمدرسة الفقيه الهسكوري.

انخرطت في العمل الوطني و ترأست مجموعة النساء الاستقلاليات بآسفي؛ و كانت من الرعيل الأول من نساء آسفي اللواتي حملن مشعل الإلتزام و نشر قيم التشبث بالوطن و من ضمنهن السفيرة المفوضة ربيعة الإدريسي .  وتحملت مسؤولية الكتابة المحلية لحزب الاستقلال غداة الاستقلال.
و انخرطت الراحلة بسلك التعليم في بداية الاستقلال كأستاذة، بعد تخرجها من مدرسة تكوين المعلمين بالمشور بمراكش، و كمديرة لعدة مدارسة بمراكش من ضمنها مدرسة زينب النفزاوية. و كانت مثالا في خدمة و تأهيل التلميذات. و أستمرت تحمل في قلبها و روحها محبة الوطن، و تذكر تلك الفترات الثورية و الجميلة التي ميزت فترة حصول المغرب على استقلاله. و كانت الراحلة مولوعة بالأناشيد التربوية و الوطنية التي سهر استاذها المربي الراحل الشريف الواصلي على توثيقها. و ظلت الراحلة وفية لأسرة التعليم من خلال مساهمتها في جمعية المتقاعدين. و لقد اسعدني كثيرا أن عرفتها عن قرب، و سعيت إلى البحث عن كتاب أستاذها الواصلي في مجال الأناشيد. و قامت أختي بشرى، التي ظلت وفية لمهنة أبي في مجال التعليم ، بإيصاله إليها. روح جميلة إنتقلت برفق إلى عالم الأرواح الجميلة . تركت ذكريات جميلة في نبل العطاء التربوي، و وهبت لأسرتها الصغيرة و الكبيرة كلما ملكت من حب ، و تجارب، و سخاء و عطاء إلى آخر رمق من حياتها الجميلة.
رحمها الله و أسكنها فسيح جنات الخلد مع الأصفياء.