أعلن البرلماني عن حزب العدالة والتنمية المقرئ الإدريسي أبو زيد، أنه لن يصوت على مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي، بسبب مواد اعتبرها “خيانة للأمة”، مشيرا إلى أن هذا المشروع “يشكل نكوصًا فعليًا للعربية وللتعريب بالمغرب”.
وقال الأستاذ الجامعي المتخصص في اللسانيات واللغة، إنه لن يصوت في مشروع هذا القانون على المادة 31 والمادة 32 وتطبيقها، وسيطالب بحذف الفقرة الثانية من المادة الثانية المتعلقة بتعريف التناوب اللغوي، مشددا على أن الأمر ليس مسألة اختلاف فقط، بل “خيانة للأمة” وفق تعبيره. أبو زيد اعتبر في مداخلة له في ندوة بالرباط حول موضوع: “قراءات في الإصلاح التربوي التعليمي المغربي”، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح خلال الشهر الجاري، أن مشروع قانون الإطار المتعلق بالتعليم “مليء في طياته بالدسائس التي تكمل ما بدأه الميثاق الوطني للتربية والتكوين حول التمكين للغة المستعمر”.
وأشار إلى أن تمرير هذا القانون الإطار يعني “العودة نهائيا إلى تدريس جميع العلوم باللغة الفرنسية وذبح ما تبقى من مسار التعريب”، مردفا بالقول: “من خلال تجربتي في العمل السياسي طيلة 20 سنة، تعلمت أن الأصل في السياسة هو سوء الظن نظرا لأن النصوص يتم فيها دس الدسائس”.
وأضاف المتحدث أن اللجنة الملكية للتربية والتكوين أغلب أعضائها كانوا من المعادين للهوية، مشيرا إلى أنه بالرغم من كون الميثاق الوطني للتربية والتكوين عبارة عن توجه عام لتحديد بوصلة التعليم بالمغرب، “لكن لماذا تطرق إلى جزئية تفصيلية بخصوص تدريس مواد علمية بالفرنسية؟ أي أنه حدد طرق تنزيل المقررات الدراسية في جانب اللغات”. وتابع قوله: “سوء النية تظهر من خلال تشكيلة المجلس الأعلى للتربية والتكوين، فلماذا لم يعطوا العضوية لأحمد المتوكل وهو دكتور في اللسانيات الفرنسية ودرس هذه المادة 40 عاما، مُنع لأنه كتب 14 كتابا عن العربية، أو عبد الكريم غلاب أو التهامي الراجي أو الشامي أو الوزير السابق بن سالم حميش الذي ألف كتابا عن بؤس الفروكفونية، ولماذا في الغالب يتم اختيار رئيس الجامعة من كلية العلوم دون غيرها من الكليات، فقط لأن تكوينهم فرنسي”.
البرلماني شدد على أن المفكرين الذين يفتخر بهم المغاربة في الخارج، كان القاسم المشترك بينهم هو تكوينهم وإبداعهم باللغة العربية، أمثال عابد الجابري وطه عبد الرحمان في الفلسفة، وعبد الهادي بوطالب وأحمد التوفيق في التاريخ، ومحمد برادة ومصطفى الجباري في الرواية، قائلا: “نحن نبدع فيما درسناه بالعربية، وإلا أين من أبدعوا في التكوينات بالفرنسية مثل الاقتصاد والرياضيات والفيزياء، حتى وإن ظهر أحدهم فإنه ينفع دولة أجنبية وليس المغرب”.
وأوضح أن السوريين على سبيل المثال أبدعوا في الطب لأنهم درسوه بالعربية والعراقيون أبدعوا في الفيزياء والميكانيك لأنهم درسوه بالعربية، لذلك قاموا بتصفية صدام حسين بعدما قام بتعريب العلوم وبدأ العراقيون في صناعة السيارات بأنفسهم، وحتى البنك الدولي كان قد نصح المغرب في تقرير له، باعتماد العربية في التدريس والإدارة والاقتصاد من أجل النهضة”.
وفي السياق نفسه، اعتبر أبو زيد أن الطفلة المغربية مريم أمجون التي حصلت على الرتبة الأولى في مسابقة “تحدي القراءة العربي 2018” بالإمارات، لم تكلف الدولة المغربية ولو درهما واحدا، متسائلا بالقول: “كم كانت ستكلفنا أمجون لو أردنا لها أن تحصل على هذه المرتبة بغير لغتها الوطنية”، في إشارة إلى اللغة الفرنسية.