آخر الأخبار

الملحون المغربي..فن الكلام

الشاعر والشيخ عبد الكريم الصادقي الهيلالي باعث نهضة الملحون بتافيلالت ـ 1 ـ 

إذا بحتنا في ذاكرة تافيلالت نجد في كلام أهلها ولغتهم اليومية كلام ملحون مصاغ من ثقافة عادية لها أصول، لان الملحون مستنبط من الأحاديث النبوية من حيث الأدعية والابتهالات، ومن القرآن الكريم .

ومنذ القرن العاشر الهجري ظهر الملحون في تافيلالت ونبغ على ألسن علماء وفقهاء وحرفيون من قبيل الشيخ سيدي عبد العزيز المغراوي، التهامي المدغري، سيدي محمد ولد أرزين وآخرون.

لايمكن الحديث عن الملحون أو الفرجة أو الإبداع بتافيلالت دون الحديث عن الشيخ عبد الكريم الصادقي الهيلالي،  حتى أصبح أدب وشعر الملحون في تافيلالت مقرونا بعبد الكريم الصادقي، لأنه توفرت فيه ما لم تتوفر في غيره من إمكانيات وميكانيزمات وتقنية صنعة الملحون، حيث كان له الفضل في الحفاظ على فن الملحون بتافيلالت على امتداد 50 سنة.

من مواليد 1953 بتلمسان بالجزائر، قبل أن يقرر والديه  سنة 1955 الانتقال إلى المغرب وبالضبط إلى قصبة بلحسن بمنطقة أرفود، التي ترعرع  ودرس فيها، حيث كان يذهب إلى الكتاب في الصباح لحفظ القرآن، ليلتحق بد ذلك بالمدرسة الابتدائية لمتابعة دراسته وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية قرر التوقف عن الدراسة.

عشقه لإنشاد قصائد الملحون، كان مع بداية سنة 1964 عندما جلب له شقيقه المقيم بفرنسا آلة عبارة عن “تورن ديسك” تضم بعض  قصائد الملحون، وبدأ يستمع إليها حيث تمكن منه الملحون تمكنا قويا، بحيث  أصبح لايهتم سوى بهذه الوريقات التي تضم قصائد الملحون، وأضحى لايجالس إلا”شيوخ لكريحة” المنشدين المتميزين بأصواتهم الجميلة وأدائهم الرائع من قبيل المرحوم الشيخ ولد للاعائشة المجاط، والمرحوم الشيخ الحبيب الغلال، باالعربي الحساني.

انتقل إلى مدينة سلا في الثمانينات، وبمقهى عبد السلام المعتدر الفيلالي التقى بالشيخ أحمد سهوم “شيخ الأشياخ”، فأخذ عنه الكثير فيما يخص شعر الملحون، بحوره وقياساته، بنية القصيدة فيه وتـنوعها، طريقة النظم في هذا الأدب الشعبي، وكيفية “الفصالة” أي التقطيع، كما استفاد منه لغويا، “فهو يملك لغة عامية سلسة عذبة، وراقية جدا” .

وأشار الصادقي إلى إن تافيلالت هي أصل الملحون ومهده، حيث ولد شيخ الملحون وتربي في مدينة فاس ومات في مراكش.

وأضاف الهلالي أن شيوخ الملحون لم يتركوا موضوعا إلا وتطرقوا إليه في قصائدهم، حيث تحدثوا عن الطبيعة، وعن سلوك الإنسان، وعن الإيمان…”، موضحا أن بعض قصائد الملحون تجد في كل بيت منها معنى لآية كريمة أو لحديث شريف من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم، حيث أبلى شيوخ هذا الفن البلاء الحسن في نظم قصائد يمدحون من خلالها الرسول الكريم.