حياة طارق أستاذة مادة الملحون بمكناس
تعتبر الفنانة حكيمة طارق ابنة مدينة مكناس واحدة من ألمع الأصوات المغربية المنشدة لطرب الملحون، ومن الأصوات النسائية التي أخذت على عاتقتها مهمة الحفاظ على التراث الغنائي المغربي وتحديدا فن الملحون “ديوان المغاربة” ، وأحد أعمدة هذا اللون الغنائي، الذي يعد من أجمل وأرقى التعابير الفنية التي تنم عن تنوع التراث الموسيقى المغربي.
نشأت في مدينة مكناس، فوجدت نفسها متأثرة بكل ما يمت للتراث بصلة، وحاولت صقل موهبتها وتعلم فن الملحون من أصحابه، حيث التحقت بالمعهد الموسيقي بمكناس.
ترعرعت حكيمة طارق وسط عائلة تعشق الفن الأصيل، فكان لذلك تأثير كبيرا على اختياراتها منذ طفولتها من أجل دخول مجال الغناء، سيما بعد متابعة دراستها في المعهد الموسيقي، حيث تتلمذت على يد مجموعة من كبار شيوخ هذا الفن الأصيل، وفي مقدمتهم الشيخ الحاج الحسين التلالي عميد فن الملحون بالمغرب، وأحد أهم الفنانين المغاربة الملمين بهذا الفن الزاخر بالمعارف وبشتى فنون القول والأداء، وسيدي أحمد أكومي رحمهما الله.
تعلمت أصول الميزان والعزف والإلمام بالقواعد الضابطة في الانتقال بين المقامات والوصلات، وقواعد الملحون وطريقة أدائه بشكل صحيح، وكيفية اختيار القصائد التي تناسبها باعتبارها صوتا نسائيا، على يد العازف المتميز والشاعر الفنان الحاج محمد الوالي، الذي يعتبر من أحسن العازفين على آلة الكمان في الملحون بالمغرب.
شكلت 1993 سنة استثنائية في حياة الفنانة حكيمة طارق التي تشعل أستاذة لمادة الملحون بالمعهد الموسيقي بمكناس، حيث كانت تدرس الموسيقى في سنتها الثانية، لكونها تغادر منزل العائلة لأول مرة للمشاركة في تظاهرة فنية، حيث تم اختيارها رفقة صديقة لها في الدراسة للمشاركة في مهرجان سجلماسة لفن الملحون ضمن وفد يترأسه المرحوم الشيخ الحاج الحسين التلالي.
تقول الفنانة حكيمة طارق ” حاولت منذ بدايتي مع فن الملحون أن يكون لي موقع قدم في الساحة الفنية، بالنظر الى كون فن الملحون وهو فن شعبي وجزءا من الهوية المغربية كان في وقت سابق حكرا على الرجال، ولم تكن النساء يتعاطين فيه إلا بشكل محدود، موضحة ان هذا الفن الأصيل يتطلب بالإضافة الى الصوت الجيد ذاكرة جيدة وبدونها لا يمكن للمنشد أن يؤدي القصائد بالشكل المرغوب فيه.
وتضيف الفنانة المغربية أن القصيدة الشعرية هي التي استهوتني في فن الملحون لانه شعر نظم ليتغنى به، مشيرة الى أن الملحون هو ذلك الجسر الرابط الذي يمكن أن يجعلني على صلة وثيقة بالشعر، مادام يتغنى تقريبا بنفس المواضيع ويضفي نفس الخصوصيات أيضا.