4/1 الشيخ والشاعر محمد بلكبير الأمين الدرعي
يعتبر المرحوم الشيخ والشاعر محمد بلكبير المعروف بالأمين الدرعي، أحد رجالات مراكش المخلصين لفن الملحون، وأحد أعمدته الأساسيين، أفنى سنوات عمره في خدمة هذا الفن الشعبي الأصيل، حيث قدم أعمالا رائعة، واستطاع حمل مشعل تراث موسيقي، عمل على إيصاله إلى الأجيال الصاعدة، تاركا لنا أجمل الأعمال الخالدة.
شكل الشاعر والشيخ محمد بلكبير الذي توفي سنة 1973 نموذجا لشعر الملحون، وبالرغم من تعدد مناسبات قصائده المدحية وتنوعها، فإن ناظمها المشترك هو مدح جلالة الملك واستغلال المناسبات المختلفة للإشادة بخصاله ومظاهر ملكه، وهو ما يجعل موضوعها موحدا بالرغم من تعدد المناسبات.
من مواليد أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بمدينة مراكش بحي الموقف بدرب سبعة رجال، تلقى تعليمه الأولي في الحضار “الكتاب” وهو سبيل كل الأطفال المغاربة آنذاك الى المعرفة، فنهل منه على قدر ما استطاع من الاستيعاب تم التحق بالعمل، وفي نفس الوقت تابع دروسه بجامع ابن يوسف، قبل إحداث نظام الدروس الممنهجة، حيث جلس بين يدي كل العلماء الذين كانوا يملون دروسهم على الطلبة بالنهار، كما كان يتابع الحديث والفقه والتوحيد.
بعد أن صار شاعرا، التحق الشيخ بلكبير بمدينة فاس ليكمل دراسته بجامع القرويين، وهي أمنية كل من تصدى لتلقي العلوم بالمغرب، حيث كان مسجد القرويين كعبة كل طالب وكل مريد للمعرفة.
كثيرة هي القصائد التي نظمها في شأن من شؤون أولاده كالدعاء بالنجاح، والسراح من الاعتقال، أو مجرد الإشفاق عليهم، أو طلب الشفاء لأحدهم، ونظم قصائد في المدح النبوي، وله قصائد متعددة في التوسلات وفي مدح الرجالات السبعة، وفي المناسبات الوطنية والعائلية، وتأثر بالأحداث العربية والأزمات الاجتماعية الوطنية.
كما كتب قصائد التهنئة أو الشكر للكثير من أصدقائه كالطيب الغربي، ومولاي الحسن الصديق العلوي، والمرحوم عبد الله الشليح الرئيس السابق لجمعية هواة الملحون بمراكش، عندما هنئه بأداء فريضة الحج في مارس 1968، وبهذه المناسبة كان الشيخ بلكبير كثير التوسل إلى الله بتسهيل أداء هذه الفريضة المعظمة عند المغاربة حتى الذين لايستطيعون القيام بها.
ونظم قصائد مدح فيها أهل دليل الخيرات، ورحب بالضيوف الذين حضروا أول مؤتمر لرجال الملحون في مراكش خلال شهر ماي من سنة 1970 ، وانتقد بعض الأشكال المتطفلة في قصيدة لاتخلوا من سخرية تقول حربتها:
رحمونا ياهل الدوا ياك الراحم حق يرحم
علينا را الظلم عام
نشو هاذ الذباب عنا يجزيكم رافع السما