4/2 الشيخ محمد بلكبير أمين السفاجة يحظى بشرف رئاسة الجمعية المغربية لهواة الملحون فرع مراكش
كان الشيخ محمد بلكبير منذ طفولته يحفظ القرآن تم يلتحق برب حرفة أو صناعة يأخذ عنه قواعد العمل وأصول الصنعة ، وينتقل من متعلم إلى رتبة صانع سواء عند نفس المعلم أو عند غيره، ويظل صانعا إلى أن يقرر مجلس الحنطة “الحرفة” ترقيته إلى درجة معلم بعد تقديمه عملا كاملا يبرر به كفاءته.
ظل الشاعر الراحل محمد بلكبير على هذا النهج، إلى أن أصبح أمين السفاجة أو القلاية، وهي حرفة تختص بصناعة الإسفنج وقلي الحلوى الشباكية التي لم يكن المغاربة يذوقونها إلا يومي 14 رمضان أو 26 منه أو بمناسبة الأعراس، ولم يكن في مقدور أي شخص آخر غير السفاجة أن يصنع هذه الحلوى أو يعرضها للبيع.
وبقي الشيخ محمد بلكبير أمين الحرفة حتى توفي أواسط السبعينات من القرن العشرين وإن كان دور الأمناء تضاءل بعد حصول المملكة المغربية على الاستقلال، وظهور النقابات العمالية التي لم يستفد من مزاياها العامل في الصناعات التقليدية.
خلال سنة 1970 انتخبه مجموعة من الصناع التقليديون رئيسا للجمعية المغربية لهواة الملحون فرع مراكش، حيث كانوا يجتمعون عشية كل يوم بحانوت المرحوم الحاج بريك بن عبد الله فهار، يتناشدون القصائد، ومعهم شيخهم الحاج محمد بن عمر يصحح لهم ، ويزودهم بما يرغبون فيه من القصائد.
تمثلت أهم الإنجازات التي حققتها الجمعية في عهد الراحل محمد بلكبير في تقوية الصلات الإنسانية والاجتماعية بين أفرادها، تكريمها لأشياخها، حفاظها على التقاليد والعادات القديمة وذلك بإقامة “النزاهة” و”شعبانة” كل عام، حيث أصبح معروفا لدى كل المراكشيين أن يوم فاتح ماي من كل سنة هو يوم نزهة أهل جمعية هواة الملحون.
فقد كان محمد بلكبير من رعيل الشيوخ الذين يحبون فن الملحون حبا جما، وظل يغير على هذا الفن.. وهو علامة من العلماء الكبار، كان متأسفا من حال الملحون لعدم إيلائه ما يستحق من اهتمام، ومستاء من أسلوب تدريسه”.
وبخصوص شعر الشاعر الراحل محمد بلكبير، تضمن معاني بعض الأحاديث والآيات القرآنية مثل قوله في قصيدة متعددة القوافي والعروبيات وغير كاملة: أنت أشفق من الأم على ولدها الرضيع &&& عن نبيك رويناها صاحب الشفاعا.
عموما فإن شعره يعبر عن تجربته ومشاهدته واحتكاكه بالغير، كما يمتاز بالجدية والتمسك بالحدود القصوى من التخلق، شأنه في ذلك شأن شيخه المباشر سيدي محمد البوعمري، حيث تأثر به كتيرا شكلا ومضمونا ، ونظم جل شعره في القوالب التي صاغ فيها البوعمري شعره “المشركي” ومكسور الجناح كما تابعه في طريقة التعبير والخطاب.