28 قصيدة من شعر الملحون كتبها الشيخ أحمد بدناوي
شكل ديوان “قال يانا سيدي” الذي يجمع 28 قصيدة من شعر الملحون كتبها الشيخ والشاعر أحمد بدناوي مرآة الحضارة المغربية لأنه يعكس التألق الأدبي والفني ورمز من رموز الثقافة المعاصرة، شهد له التاريخ المغربي بالنبوغ والعبقرية.
انتقى الشاعر الشيخ أحمد بدناوي عبارة “قال يانا سيدي” عنوانا لهذا الديوان الشعري الملحون، وتؤشر هذه العبارة التي غالبا ما تأتي في بدء كل قسم عند إنشاد (قصدان الملحون) حسب الباحث محمد بوعابد، على تنبيه الشعراء الشيوخ”شيوخ الشجية” ورواتهم المنشدين”شيوخ “الكريحة”لمتلقي شعرهم لكي يتدوقوا اللغة والمعاني المصورة مع الأنغام والألحان المنتقاة لصياغة تلكم النصوص الشعرية.
وينبئ اختيار الشاعر الشيخ أحمد بدناوي لهذا العنوان على رغبته ليدل في الوقت نفسه على انشداده المتين إلى هذا التراث المغربي الأصيل، ومحاولته السير في سبيله الإبداعي الخاص.
وحسب الشيخ أحمد بدناوي، فإن المعنى المقصود من عنوان هذا الديوان هو ما يمكن ترجمته كما يلي ” قلت أنا ياسيدي”، ولعل هذا ما تؤكده قصدان هذا المجموع الشعري الملحون.
امتلك أحمد بدناوي ويمتلك حضورا محترما ومعتبرا في ساحة الشعر الملحون، باعتباره أولا منشدا ذات صوت رخيم، وعزفا على الآلات الوترية التي منها العود والسويسن، وبما أنه ثانيا يعد حفاظا، فقد تمكن من إتقان رواية النصوص الشعرية الملحونة ، تم نظرا لضبطه للموازين العروضية والموسيقية التي صيغت وفقها روائع هذا الفن.
شارك أحمد بدناوي منذ عقود منشدا وشاعرا مبدعا في العديد من المحافل والمهرجانات التي تتمحور أشغالها حول الشعر الملحون، كمهرجان سجلماسة، ومهرجان فاس، وغيرهما، وتمكن بفضل قدراته الإبداعية من أن ينال سنة 1991 الجائزة الأولى في الإنشاد بمهرجان سجلماسة، ويحصل على الجائزة الأولى في نظم الشعر الملحون في مهرجان فاس سنة 2006، علاوة على اختياره عضوا فاعلا في جوق الملحون الذي شارك في تنشيط أيام “زمن المغرب بفرنسا” سنة 1999، بالإضافة إلى توفره على تسجيلات إذاعية وتلفزية بالقناتين الأولى والثانية.
يعتبر الشاعر الشيخ أحمد بدناوي واحد من شعراء الملحون المتميزين في اللحظة الراهنة، وما يميزه بالأساس هو تمكنه من مجال إبداعه، وقدراته المعرفية والفنية التي عمل على توظيفها لصياغة عالم شعري عربي ملحون يتضوع عطورا مغربية قادرة على الانفتاح على الثقافة والحضارة الإنسانية الحديثة والمعاصرة.