آخر الأخبار

الملحون المغربي …فن الكلام

أحمد بدناوي إدخال مقامات موسيقية جديدة للملحون 

 تميزت النصوص الشعرية المنتقاة لتشكيل ديوان الشيخ أحمد بدناوي “قال يانا سيدي” بالتجديد والتحديث على مستوى الموضوعات التي تم التطرق إليها، حيث تخلى الشاعر عن ماتوا تر عند أسلافه من الشعراء الشيوخ وتبنى إستراتيجية حديثة في القول الشعري الملحون تمتاح مادتها الأساس ومرجعيتها مما استطاع أن ينفتح عليه عبر القراءة والاستماع والمشاهدة، ومن خلال ما تمكن من أن يعيشه في زياراته وسفرياته داخل الوطن وخارجه.

فإلى جانب التجديد الموضوعاتي المتمثل في التأملات ذات الطابع الفلسفي الوجودي وفي التطرق لموضوعات لم يسبق إليها الشيوخ الأولون مثل قصيدة “بستان الشعراء”، عمل الشيخ أحمد بدناوي على تجديد وتحديث الغناء والإنشاد الملحوني من خلال إدخال مقامات موسيقية  لم يكن السابقون يتجرؤون على الإنشاد وفقها وهي “مقام الصبا ومقام النكريز”.

خلال صياغة نصوصه الشعرية الملحونة، عمد الشاعر والشيخ أحمد بدناوي الى مجموعة من الاستشهادات توج بها هامات قصائده، فعلى رأس كل واحدة من قصائده نجد إما استشهادا شعريا أو استشهادا نثريا، وقد يكون الاستشهاد لواحد من أعلام الشعر المغربي الملحون كالجيلالي امتيرد، أو الحكيم المتصوف سيدي عبد القادر العلمي أو الشاعر الرومانسي ابن سليمان، مثلما يكون الاستشهاد لشاعر عربي شهير كجبران خليل جبران أو لآخر من القدماء أو لغيرهم من الأدباء العالميين.

وحسب الباحث محمد بوعابد، فإن الشيخ أحمد بدناوي ظل محافظا على المستوى العروضي على ما انتهجه القدماء وما ابتدعه الأسلاف من قياسات ومرام (المبيت بأصنافه، مكسور الجناح، السوسي وغيرها)، حيث حرص على أن يذكر في آخر كل نص شعري البحر العروضي والقياس الذي اعتمده في نظمه إياه من حيث كونه يبين القصيدة التي اتخذها نموذجا للاقتداء، حيث جاءت قصيدته “بستان الشعراء” وفق وزن “مكسور الجناح، وعلى قياس قصيدة “المحبوب (لمبارك السوسي)، ودون بصدد قصيدة “الأخلاق” أنها على وزن (بحر المشركي المبيت الثنائي) وعلى قياس “الدار” لسيدي عبد القادر العلمي.

وأضاف الباحث بوعابد في حديثه عن الشيخ أحمد بدناوي أن ديوان “قال يا نا سيدي” يتوفر على كل المؤهلات اللسانية والتخيلية، المعرفية والفكرية، الأيديولوجية والفنية، التي تبرز أن شاعر شعر الملحون الحديث على غرار أسلافه ظل وسيظل مستوعبا لثقافة وحضارة أمته ووطنه وبالتالي معبرا عنها ومساهما في إغنائها، إذ كان وظل وسيبقى منفتحا بتفاعل على الثقافة والحضارة الإنسانيتين اللتين يعاصرهما.