خالد ولد الرامي تشرب بأنسام الملحون منذ طفولته
ينحدر خالد ولد الرامي رئيس الفدرالية الوطنية لفن الملحون والفنون الموسيقية، من أسرة محافظة، حيث تتلمذ على يد شيوخ الملحون من قبيل المرحوم القزبور الذي كان من الشيوخ الكبار في فن الملحون، وكذا على يد الشيخ العسكري ، وغيرهما من الشيوخ الكبار الذين يكن لهم كل التقدير والاحترام، قبل أن يبرع في أداء قصائد من عيون هذا الفن الأصيل، الشيء الذي مكن خالد ولد الرامي من أن يتشرب الفنون التراثية، من ملحون وطرب الآلة، ويساهم في التعريف بهذا اللون الفني وصيانته وضمان استمراريته.
من مواليد 1966 بعرصة أوزال بحي باب دكالة بالمدينة العتيقة لمراكش، التحق بالكتاب المعروف في الاوساط المراكشية ب”الحضار”، وتعلم القراءة والكتابة ، و درس بجامعة القاضي عياض، وبموازاة ذلك درس الموسيقى بالمعهد الموسيقي. نشأ في وسط عائلي مغرم بحب موسيقى الملحون.
عشق الموسيقى منذ الصغر، كما كان مهتما بجمع قصائد الملحون وبنظم القصائد العربية والزجل تشرب بأنسام الملحون وأشعاره وألحانه على مدى سنوات عمره.
عرف عن خالد ولد الرامي الذي يرأس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي، أنه محبوبا من الجميع لما عرف عنه من صدق في التعامل مع الصغير قبل الكبير، كما كان ذو روح مرحة كأغلبية الملاحنية الذين تشربوا بواقع المعيش مع الناس وخبروا ظروفهم وأفعال تقلب الأزمان في حياتهم.
يجمع أهل الملحون في وصف خالد ولد الرامي بال” لكرايحي”، وأصل “لكريحة” من العربي القح : القريحة، حيث تتطلب من الممارس أن يتتلمذ على شيخ ضابط لقواعد الملحون، و أن يكون قد أحب الملحون وتشبع بمصطلحاته، و أن يؤمن بالتكوين المستمر في فن الملحون، والأكيد والأهم أن يمر من مجموعة من المراحل و التعامل مع مخارج الحروف و التمكن من كل المصطلحات للغة الأصلية “الدارجة” التي تتغير من زمن لزمن، وهي صفات كلها متوفرة في خالد ولد الرامي.
ويبقى الممارس في فن الملحون أن يواكب تطوير الدارجة ويحافظ على المصلحات القديمة حتى يتمكن من التعامل مع القصائد القديمة والجديدة والحفظ الجيد والكثيف عندئذ يمكن أن يصبح ” كرايحي” بأعلى مراتب الشرف .
وحسب خالد ولد الرامي، فإن فن الملحون كانت له مكانته باعتباره إبداعا وفنا تجاوب معه المجتمع وطرب له الملوك والسلاطين والأمراء والوزراء والعلماء والمثقفون وسائر أفراد المجتمع من صناع وحرفيين.