الشيخ محمد بن الفاطمي الركراكي من كبار شعراء الملحون
كان الشيخ محمد بن الفاطمي الركَراكَي من كبار شعراء الملحون في عصره الذين تركوا بصمات واضحة لاتمحى عبر تاريخ هذا الشعر، له ديوان شعر بهي، وكانت له شهرة في جميع أنحاء المغرب.
توفي يوم الأحد 15 جمادى الثانية سنة 1318هـ، في قصر السلطان مولاي عبد الحفيظ، الشيء الذي يؤكد أنه عاصر الشاعر السي التهامي المدغري في شبابه، وبقي حيا 45 سنة بعد وفاته، كان رجل صلاح وورع وتقوى، وكان فقيها يعلم الصبيان القرآن بحي أزبزط بالمدينة العتيقة لمراكش، حيث كان يسكن قيد حياته.
ذكر الأستاذ العلامة المرحوم سيدي محمد الفاسي رحمه الله في مؤلفه “معلمة الملحون”، أن الشاعرالفقيه محمد بن الفاطمي الركراكي، كان بمراكش يشتغل نساخا بحومة أزبزط درب القاضي أمام مسجد هذه الحومة بالمدينة العتيقة لمراكش، وكان مهووسا بحب القطط والكلاب، حيث كان يطعمها في الشارع، ويهتم بها كثيرا، حتى قيل أنه بعد وفاته وجدوا في بيته حوالي 175 قطة.
عاصر مجموعة من الشعراء وشيوخ الملحون أمثال الشاعر الكبير السي التهامي المدغري، والسي المدني التركماني، والشيخ الحاج محمد الكندوز، ثم الحاج أحمد بن غالب الغرابلي، وغيرهم من الشيوخ الذين ينسبون ل”صَابْتْ لَشْياخْ” وهو الاسم الذي يطلقه أهل الملحون على الفترة التاريخية التي عرفت ازدهار فن الملحون بشكل كبير، وظهور الكثير من شيوخه.
له العديد من القصائد من بينها قصيدة “روح الرواح” التي تم تسجيلها بالإذاعة الوطنية أنشدها الشيخ الحاج محمد بنغانم رحمه الله، تقول حربة القصيدة وهي مبيث تنائي قياس التوسل : غثني يا رسول الله روح لرواح××× ادخيل لك بالحي القيوم عالج الروح.
وفي إطار الأعمال الثقافية التي تقوم بها جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي، وسعيا منها في الحفاظ والاعتناء بهذا التراث المغربي الأصيل، كما يوصي بذلك شيوخ الملحون القدامى كقول الشيخ عبد القادر بوخريص رحمه الله في وصايته الكبرى “قالوا ناس العقول موزون أملحون،،، أجنيه أجل به عظم أتعنا،،،واكرم واسند وفتكر واقطف الفنون، ارتأت الجمعية أن تقوم بإصدار ديوان الشيخ محمد بن الفاطمي الركراكي بعد جمعه وتنقيحه، في طبعة تقليدية مخطوطة وذلك إحياء للمخطوط الذي أصبح في طريق الانقراض بغية التمسك بالهوية المغربية بشتى مرافقها.