17227
محمد البوعبدلاوي جندي سابق من رواد فن الملحون بمكناس ي
عتبر الفنان والمنشد محمد البوعبدلاوي أحد أعمدة فن الملحون بمكناس، ويصنف ضمن أبرز رجالات المشهد الفني المغربي في شقه التراثي المتعلق بفن الملحون ومدح الرسول الكريم، إلى جانب شيوخ كبار ساهموا بأعمالهم الفنية في صيانة هذا الفن الأصيل، كما حافظ على أصوله المتمثلة في الموروث الملحوني الذي خلفه الشيوخ الكبار.
من مواليد 1965 بمدينة مكناس التي مزجت بين مجموعة من الشعراء المتميزين كسيدي عبد القادر العلمي و الفقيه العميري والطيب الونستري ومحمد بنهاشم العلوي الحروني و بنعيسى الحداد وحمود بن ادريس القصباوي، تلقى تعليمه الأولي والابتدائي والإعدادي بالعاصمة الإسماعيلية مكناس انطلاقا من الكتاب القرآني مرورا بالمرحلة الابتدائية لتتوقف مسيرته الدراسية عند السنة الرابعة إعدادي، ليلتحق بصفوف القوات المسلحة الملكية لمدة خمس سنوات
ترعرع وسط عائلة تعشق فن الملحون، خاصة والده مولاي عبد العزيز البوعبدلاوي رحمه الله، وهو أحد الشعراء الكبار الذين أغنو حظيرة الملحون بمجموعة من القصائد المعاصرة والجميلة في كل الأغراض، فكان لذلك تأثير كبيرا على اختياراته منذ طفولته قبل أن يبرع في أداء قصائد الملحون.
ولعه وتعلقه بالملحون كان في مرحلة الطفولة ، حفظ روائعه في زهرة شبابه قبل أن يصبح منشدا بارعا، حيث كان ملازما لوالده الشيخ النظام مولاي عبدالعزيز العبدلاوي، طيلة حياته أن وافته المنية سنة 2007، حيث يعتبر مولاي عبد العزيز العبدلاوي من فطاحل شعراء الملحون بالمغرب وعازفا بارعا على آلة السويسن فكان المترجم خطاطه ونساخه اللصيق وأمين سره حيث نهل أصول النظم في الملحون على يده رحمه الله.
مولع بقصائد المدح وكانت قصيدة ” التوسل ” لسيدي عبد القادر العلمي أول قصيدة حفظها حربتها ” ياإله ارحم ضعفي يالعالم دخالي تكلي عليك وأمالي لا تحافيني بذنوبي يوم سؤال “.
تلقى المنشد محمد البوعبدلاوي الذي يمتهن الطباعة عن والده الشيخ مولاي عبد العزيز البوعبدلاوي شيخ ألاشياخ طريقة الإنشاد و شرح المصطلحات وطرق التعامل مع القياسات، حيث تعرف عن طريق والده على معظم شيوخ مدن المملكة الآخرين الذين ظلوا يفدون على مدينة مكناس.
كان أول مؤسس لجمعية فضاء الملحون بمكناس مع شيخ السجية والكريحة في شعر الملحون، الشيخ الفنان والشاعر محمد مرعازي، وذلك للحفاظ على هذا الموروث الثقافي سنة 2000 بالمقرالكائن بدرب مولاي إسماعيل .
شارك في عدة مهرجانات وطنية ومحلية في فن الملحون بمدن سلا وسجلماسة فاس آسفي مراكش تارودانت مولاي ادريس وطبعا مكناس، تم تتويجه بشواهد تقديرية في فن الملحون من طرف مجموعة من الجمعيات المهتمة بالثرات وفن الملحون.
تحدث محمد البوعبدلاوي عن فن الملحون وخاصة في موضوع النظم وأغراضه ورجالاته، مشيرا الى أنه منذ انتخابه كرئيس لجمعية مولاي عبد العزيز العبدلاوي للملحون والتنمية سنة 2012، عمل على توسيع دائرة المستفيدين من أنشطة الجمعية وتقوية إشعاعها محليا وجهويا ووطنيا، فضلا عن العمل من أجل العناية بشعراء الملحون ومنشديه وفنانيه الموسيقيين على حد السواء وذلك عبر تنظيم حفلات تكريمية لهم.