قد يعجب المرء باللوحات الفنية الغنائية الراقصة ، التي تعرضها الفرق الفنية القادمة من جميع أغوار المملكة المغربية . و قد يتلقى أو يفاجأ بالرسائل التعبيرية المنبعثة من حوارات الأجساد على خشبة مسرح قصر البديع ، على مدى أيام العروض التي يحييها منظمو المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش . عروض دافئة دفء حضن الأم و الوطن ، ما يشعرك بعزة نفس و حضور في التاريخ و وعي بكينونة الذات ، و أنت تتملى بتنوع ألوان الثقافة المغربية الضاربة في العمق الأفريقي و العربي و الإسلامي . عروض فنية قصيرة في ظهورها على خشبة العرض ، لكنها تقطع مشوارا شاقا و طويلا من التهييء و التدريب ، يفوق زمنه الأسبوعين عبر ” بروفات ” ذاتية يشرف عليها رئيس الفرقة ذاتها ، في حين يبقى الأهم في تركيب الفكرة و وحدة الموضوع من نصيب المخرج . هذا الأخير الذي يعود له الدور المحوري الأساس في تنزيل الفكرة على أرض الواقع ، من خلال منهجية مدروسة و علمية يراعي من خلالها الجنس و السن و الثقافة و الشخصية و الثوابت ، في قالب إبداعي فني يمزج فيه الإنسان الضوء و الصوت و الحركة و النغم و اللون ، لنعود لذواتنا و رباطنا بالأرض و الواقع المتفرد للمملكة الشريفة .
المخرج و مبدع الفكرة التي تدور حولها النسخة الخمسين / الذهبية للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش هذه السنة ، ليس إلا المتمرس المحترف لحسن زينون ، الخبير بخبايا خزائن الثقافة المغربية الشعبية ، و الذي أكد ل ” مراكش اليوم ” الرغبة و السعي لإبراز الشموخ المغربي على أصالته ، في شموخ الفن و الرقص و الإنسان ، سيما المرأة التي ستكون محور الفكرة برمتها . فيديو..يبرز لحظات التهييء القبلي الذي واكبه طاقم التصوير ، على مدى يوم كامل تحت رحمة الطقس الحار بلهيب شمسه اللافحة .