آخر الأخبار

المواطن المغربي وسط جائحة كورونا.. كرامة مهانة و حق مهضوم

كل شعوب العالم تعاني اليوم من جائحة واحدة فقط، هي جائحة فيروس لايرى، إلا المواطن المغربي المسكين، فهو يعاني من جوائح عدة. فبالإضافة لفيروس كورونا الذي اجتاح المغرب، شأنه في ذلك شأن باقي دول المعمورة، فمعاناته لا تنقضي ولا تنحصر بتواجد فيروسات أخرى لها صفات آدمية، مارست وتمارس التسلط والتحكم في أقبح صوره وتتحكم في مصير وأرزاق عشرات الملايين من المواطنين عاثت وتعيث فسادا برا وبحرا وما بينهما، هي طغمة تسللت في ظلام دامس، وفي غفلة من شعب غيبته قنوات أشبه بحاويات أزبال مسلسلات وبرامج رديئة مستورة ومستنسخة يمجها الذوق وتخالف قيمنا الدينية والمجتمعية، فلما استوت الشرذمة فوق كراسيها، وهبت نفسها أداة طائعة بأيدي أباطرة السلطة والسياسة والمال تتلاعب بها كيف تشاء، أبت إلا أن تجهز على ما تبقى من متنفس يتنفس منه المواطن المغربي طعم الحرية ويعبر من خلاله عن همومه ومعاناته، الواجب على كل مسؤول أن ينصت إليها ويأخذها بعين الاعتبار، إلا أن الحكومة الموقرة ترى في ذلك إزعاجا لها و )قلة الترابي( وجب إعادة النظر فيها. فما كان منها إلا أن كلفت أستاذا فلسفة لايفرق في القانون بين )الواو وعصا الطبال( ومع الأسف فهو وزير عدل، لينجز مشروع قانون لقيط تبرأت منه بداية كل الأحزاب، قانون غريب في شكله وفي مضمونه، تستحيي أعتى الدول ديكتاتورية أن تفكر فيه، فبالأحرى المصادقة عليه. إلا أن تسريبا لبعض مضامين هذا المشروع اللئيم ساهم في فضح اللعبة الدنيئة لحكومة اختيرت لخدمة مصالح الشعب، فكانت وبالا عليه. انتشرت مضامين المشروع بشكل ملفت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لتحدث ضجة على الصعيد العالمي مما دفع بمنظمة الأمم المتحدة لاستنكار استغلال ظرفية جائحة كورونا للتضييق على الشعوب، والتنبيه لخطورة ما تحاول بعض الدول الإقدام عليه.

الطامة أو الجائحة الثالثة، إن صح التعبير، هي تسليط زبانية وزير الداخلية لفتيت على المواطنين، فبعد التطبيل والتصفيق لما قامت به السلطات من مجهودات، ولا أنكر أن منهم شرفاء ابلوا البلاء الحسن وكانوا مثالا في التواصل مع المواطنين ويستحقون منا كل التنويه، لكن هناك طائفة منهم انتفشت واغترت بما كتب عنها وعن تضحياتها الجسيمة واستماتتها و… و…الخ، فاجتهدت مع وجود النص، وحاولت إعادة المغرب للعهد البائد، ربما من منطلق شعار اخترعته لنفسها ‘‘لا كرامة لأي مواطن‘‘. فبدأت تطل علينا وتتهاطل أخبار وفيديوهات قواد وأعوان سلطة وعناصر قوات مساعدة، هذا يركل، وهذا يلكم، وعون سلطة يهشم وجه وأطراف شيخ فوق التسعين من عمره، وآخر يسب ويلعن، وقائدة  حافظة لكتاب )معجم الشتم والسب والعصا لأبناء الكلب( ، فكانت تستحضر فقراته أثناء توجيه )المعيار( للساكنة، و تربد وتزبد، حتى الممنوع من الصرف أي )ماتحت الحزام، كانت لا تتوانى في التلفظ به، وتتقن مخارج الحروف أثناءه، وهذا صحفي ينكل به، والأدهى من ذلك، فحتى قضاة وزارة العدل لم ينجوا ولم يفلتوا من اعتداءات مخازنية لفتيت الذين، ربما طمحوا واشرأبت أعناقهم للحصول على الصفة الضبطية أو رتبة، من وراء إبداء صرامتهم أمام ممثل الحق العام بشمال المملكة.

نرجو الله أن يرفع عنا الوباء، وأن يرفع عنا كل هذه الجوائح ويستبدل القوم بقوم آخرين. إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عبد الرزاق الحيحي / مراكش