15778احمد رمزي الغضبان
كثيرون هم المبدعون الاصفياء الذين ظلمهم النصيب ولم ينصفهم الاعلام العربي برغم عطاءاتهم القوية وانجازاتهم الخالدة، من بين هؤلاء المبدعين الموسيقار العربي الكبير والملحن المميز الاستاذ عبد العظيم محمد سيد الاصالة الشرقية الذي عاش كالشلال دافقا باعذب الالحان التي تغنت بها اصوات كبار مطربات ومطربي مصر المحروسة العظيمة امثال الراحلة مها صبري (الليلة دي ليلة حلوة)،ومحمد رشدي (يا ليلة ما جاني الغالي) والراحلة السيدة وردة ( كل اطباء القلب) وفايزة احمد (دوبني دوب ياهوى) ونجاة الصغيرة (انت الظالم مش انا) ونجاح سلام (بالسلامة ياحبيبي بالسلامة) ومحرم فؤاد ( زي ما اكون عطشان) و(زي نور الشمس حبي وتنكره) ومحمد قنديل ماشي كلامك على عيني وعلى راسي) و(مداح)… كما ابدع استاذنا عبد العظيم محمد في الاغنية الدينية التي بلغ فيها قمة الابداع، فجاءت اغنياته الدينية سبحات تفيض انوارا وخشوعا يغمر الروح بكثير من الاجلال، فما اروع صوت الراحلة سعاد محمد وهي تصدح بالحان الموسيقار الكبير عبد العظيم محمد في فيلم ( الشيماء) حيث غنت له (اشرقي يا شمس الهدى) و(يا محمد) و(طلع البدر علينا)، هذا ومجموعة اخرى من اروع الالحان الدينية التي ابدعها الموسيقار عبد العظيم محمد واذكر منها اغنية ( اوعدنا يارب ) التي غنتها احلام الزمن الجميل، كما غنت له المطربة الكبيرة شريفة فاضل اغنيتها الذائعة (والله لسة بدري ياشهر الصيام)، اما رصيده من الاغنيات الوطنية فهو بصمة توجز لمدى حب الموسيقار الكبير عبد العظيم محمد لمصر العظيمة التي ابدع من وحيها تراثا غنائيا وطنيا لا زال يتردد في فكر ووجدان الامة العربية جمعاء، ومن وطنيات الموسيقار الخالد الاستاذ عبد العظيم محمد لا زلت احفظ في خزانتي الصوتية العديد من الاغنيات منها اغنية ( يا فنارة لفي الميناء) للراحل عبد الحليم حافظ ،واغنية ( سمينا وعدينا) للعظيمة شهرزاد، واغنية (وياك يا وطننا الغالي) للمطربة ليلى مراد، واغنية (ثورة الاحرار) للمطرب عبد الغني السيد، الى جانب باقة من اروع الوطنيات الخالدة التي غنتها من الحانه المطربة الكبيرة الراحلة فايدة كامل واذكر منها اغنية ( الله معاك يا سادات) واغنية (يا صانع القرار) واغنية (منصورة يا مصر) و اغنية ( البركان العربي) وغيرها من اروع الروائع الوطنية الخالدة. يعد الموسيقار الكبير والملحن المبدع الاستاذ عبد العظيم محمد بحق احد اقطاب الموسيقى العربية واللحن العربي الذي يستمد من الاصالة الشرقية العريقة، والحانه تمتاز بطابع شرقي صميم يستمد مادته من التراث المصري الاصيل،يصوغها رحمه الله وفق تصور ابداعي وجيه، وبرغم مكانته الرفيعة وبرغم عطاءاته الغزيرة في تميز ورصانة واصالة، الا ان الموسيقار الكبير الاستاذ عبد العظيم محمد يظل في خانة مبدعي الشرق العربي الذين طالهم كثير من الاهمال وغياب الاهتمام، لقد عاش استاذنا الكبير عبد العظيم محمد منقطعا لفنه وخدمة بلده في صمت الناسك المتعبد في محرابه المقدس، فلم يكن رحمه الله يهتم للمجد ولا للشهرة، كما عاش زاهدا في كل المكاسب المادية، وبكل الالم اتساءل: لماذا يتم اقصاء الشرفاء الذين يعيشون في اخلاص مطلق لأمتهم؟؟ فاذا كان هؤلاء الشرفاء الاصلاء، يزهدون في حب الظهور، عن مبدإ ،ويفضلون العمل في الظل بعيدا عن الاضواء، فعلى الاعلام العربي ان يقوم بواجب الاهتمام لهم والتعريف بقيمتهم وباعمالهم وبمكانتهم،كما هو الحال في دول الغرب الذين يخصصون لمبدعيهم ومفكريهم برامج اذاعية وتلفزيونية تستمد مادتها مما كتب عن اولئك المبدعين والمفكرين في موسوعات كبيرة تخلد اسماءهم واعمالهم للاجيال اللاحقة، اليس من المؤلم حقا الا يعرف ابناؤنا واحفادنا اسم المبدع عبد العظيم محمد وعبد العظيم عبد الحق ومحمود الشريف واحمد صدقي ومحمد فوزي وشهرزاد ونازك منيرة المهدية ومحمد القصبجي وكارم محمود وعبد العزيز محمود ومحمد قنديل واخرين واخريات من اخلد الاصوات التي رسخت لقيم الجمال في اعماقنا؟؟؟ رحم الله اصفياء الامة.
الموسيقار الكبير الاستاذ عبد العظيم محمد هو من مواليد محافظة المنيا في العام 1923، ولد في وسط اسرة محافظة، حفظ القرآن الكريم، ثم انتقل الى القاهرة لصقل موهبته الفنية، ثم تخرج في معهد الموسيقى العربية في العام 1950 ضمن فوج شباب تلك الفترة الذين شكلوا تيارا تجديديا في الغناء العربي المعاصر ومن بينهم الراحلون عبد الحليم حافظ، علي اسماعيل، كمال الطويل، احمد فؤاد حسن والمطربة العربية الكبيرة الراحلة فايدة كامل،وقد حظي الموسيقار الكبير الاستاذ عبد العظيم محمد بتقدير من الاستاذ محمد حسن الشجاعي الموسيقي الكبير والمستشار الفني بالاذاعة المصية آنذاك، فاسند اليه تلحين العديد من الاغنيات التي لازالت حتى يومنا تبث على اثير العديد من الاذاعات العربية دون ان تعرف الجماهير العربية ان مبدع هذه الروائع الغنائية الخالدة هو الملحن العربي الكبير الاستاذ عبد العظيم محمد، وفي يوم 30 يناير من العام 2008 يرحل الموسيقار الكبير والملحن المبدع الاستاذ عبد العظيم محمد الى دار البقاء بعد رحلة عمر حافل بالعطاء وبالابداع الرفيع الخالد.
احمد رمزي الغضبان