النبوغ المغربي في الأدب العربي للعلامة سيدي عبد الله كنون
اعتذر للعلامة والمؤرخ والأديب الراحل سيدي عبد الله كنون، سأقتنص عنوان كتابه الثلاثي،النبوغ المغربي في الأدب العربي عنوانا لهذا النفس. النبوغ المغربي، مصدر تاريخي مؤسس لتاريخ الثقافة المغربية وصناع مبدعيها.
مع بداية استقلال المغرب ،كان الشرق العربي، في نخبه السياسية والفكرية،يعتبران المغرب الكبير،أقل مساهمة في التاريخ والحضارة.نظرة دونية لازالت تسمع صداها في بعض المنتديات ووسائل الإعلام حتى الآن.لكن، العلامة عبد الله كنون،قدم بالوثيقة العلمية والحجة الأدبية،أن بلاد المغاربة، جذورها التاريخية والحضارية ممتدة في القارة السمراء والضفة الشمالية للبحيرة المتوسطية.كتاب النبوغ،يضعنا كأمة فاعلة في التاريخ الإنساني وشواهدها لازالت مدونة في رفوف التاريخ ووقائعه الكبرى.فالنبوغ المغربي،ليس وليد اليوم.فأنواره سطعت وساهمت في رقي وتقدم الأمم منذ عصور التاريخ السحيقة وما ابن خلدون وابن رشد، غيض من فيض.
لماذا تعمدت الرجوع لكتاب النبوغ المغربي.؟؟؟
استوقفتني تلك الصورة أمام البيت الأبيض.صورة لها أكبر من مغزى وأكثر من دلالة.الرئيس الأمريكي رونالد ترامب وبجانبه أكبر مستشاريه.منصة واقف بجانبها شخص متواضع في العقد الستيني، يدعى منصف السلاوي.الكل يريد أن ينسبه لوطن ما.توضح الصوة بجلاء، هبة رجل العلم في المقدمة ورجل السياسة بجانبه.
ـ المغاربة.، يدافعون بقوة على أصوله المغربية والأمازيغية.فهو مغربي الولادة والمنشأ بمدينة أكاديروتحديدا بالدشيرة الجهادية.
ـ المشارقة،يدافعون عن عروبته وإسلاميته.فهو ينتمي لأمة يجمعها التاريخ والدين واللغة.أتمنى ألا يخرج أهل مدينة سلا المحروسة بعريضة للتوقيع،ويطالبون بانتسابه للزاوية الحسونية السلاوية.
ـ سمعت أن الجزائز اليتيمة منحته جنسيتها قهرا. بعدما بدلت مجهودا في نسب القفطان والشباكية وصومعة الكتبية لتاريخها. عقدة الهوية المشروخة عند الجزائر،جعلتها كقرصان أعرج تائه عابر في التاريخ. الآن هي منكبة للبحث عن جدول نسب العالم منصف السلاوي في جبال الهكار وفيافي الصحارى..
أصبح منصف السلاوي المغربي،ذلك العالم الآتي من النبوغ المغربي،تتجاذبه كل الهويات والأوطان واللغات وكل واحد عثر على منقد له…العالم كله في متابعة ماذا سيقول هذا المفكر العالم القادم من بلاد النبوغ المغربي ؟؟؟
اعتدنا أن نسمع الحاكم الأول في أمريكا، وفي ندواته الصحفية، أن يعلن عن قرارات مصيرية اتجاه العالم.قرارات قد تكون،حربية أواقتصادية أوتجارية،ضد دول أو كتل أو جماعات إرهابية.هذه المرة المشهد الكوني في حالة حرب مع عدو زئبقي وغير مرئي.كوفيد 19 وماأدراك ماكوفيد 19.الوباء الفتان الذي أدخل جميع الدول،الأقوياء منها و الضعفاء، إلى جحورها وقلم هيجانها وحد من عجرفتها.أصبح صنع كمامات وأجهزة للتنفس ومعقمات أهم من برميل غاز أونفط . أما فيتو دول الأعضاء بمجلس الأمن لم يعد له أي معنى يذكر.الفيتو بدوره أختفى عن الأنظارولبس كمامته واختفى وترك الدول العظمى يتيمة.هذا العدو الكوفيدي،لا حليف له، حتى قوات حفظ السلام الأممية،فشلت في محاصرته وتطويقه وهي بصدد كتابة تقريرأممي عن هزيمتها النكراء من طرف عدو خرق السلم العالمي. قتل الإنسان في كل الأمصار واخترق كل حدود الأقطار،دون إطلاق رصاصة حية واحدة.عدو شبح ،يرفض التحالف مع أي كان..
في ختام كلمته،صرح العالم منصف السلاوي، أنه في خدمة بلده والعالم.لم يذكرالبلد هل هو المغرب أم بلجيكا أم الولايات المتحدة الأمريكية. قد يكون أي بلد سيستفيذ من نتائج العلم وعقل وخبرة علمائه .
كفى من لعبة إلحاق العلم والعلماء بدولة ما أوجغرافية ما أو علم ما.العلم لا وطن له. العلم للإنسانية جمعاء.علماء التاريخ والحفريات والطب والفزياء والكيمياء والبحاثة الجغرافيون والأدباء والفنانون،حقوقوا للإنسانية سعادتها وتقدمها ولم يكونوا قط، يفكرون في جنسيتهم ولا في وطنيتهم الضيقة. كانوا في صراع دائم لتخليد العقل الكوني في وطن كوني.عندما يقف الزائر الكوني أمام لوحة الموناليزا في متحف اللوفر،فإنه لايبحث عن شهادة عقد ازدياد لليوناردو دافنتشي الإيطالي،بل يقف أمام لوحة خالدة، تجسد روح الكون وهويته الجمالية الإنسانية والشواهد التاريخية كثيرة.. لاحد لها…
العالم منصف السلاوي وآخرون من مختلف الجنسيات،هم اليوم في صراع مع الزمن لإنقاد البشرية وإسعادها وإخراجها من النفق المظلم. يشتغلون في المختبرات العلمية، ولاأظن أن واحدا منهم يتبجح بجنسيته الأصلية كل صباح عندما يلج المختبر العلمي. كلهم في محراب العلم، لخدمة الجنس البشري،في اختلاف هوياته وجنسياته ومعتقداته.لاتتوقف جنسية عالم ما أو رياضي ما أوفنان ما أوكاتب ما على بلد ما،بل تتحدد كينونته في ما سيمنحه البلد الأم من حرية وحق وتقديرللعلم والابتكاروالابداع.
في سنة 2017،حقق المغرب سبقا علميا في تاريخ الحضارة الإنسانية.عندما أعلن عن اكتشاف بقايا الإنسان العاقل بجبل إيغود بالقرب من اليوسفية.تم هذا الاكتشاف الهام بواسطة فريق علمي مغربي ـ ألماني ، يترأسه العالمان، الباحث الأخ د عبد الواحد بنصر،مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والثرات والباحث يوبلان من معهد مامكس للأنتروبولوجيا المتطورة بألمانيا. سبق علمي، خلق شهادة ميلاد أركيولوجية للكون أجمع . أصبح هذا الكشف العلمي،يدرس ويبحث فى أهم مراكز البحث الأثري والأركيولوجي والجامعات الدولية. مر في المغرب مرور الكرام،كان من الممكن أن تستقبل الجامعات والمعاهد المغربية ومراكز البحث و المؤسسات التعليمية هذا السبق العلمي وأن تنظم برامج علمية حول تاريخ المغرب في القنوات العمومية بمعية هذا الفريق العلمي المغربي ـ الألماني، حتى نحيي في عقول المغاربة و الطلاب والتلاميذ،قيمة العلم والعلماء.ربما تشكل هذه اللقاءات ميلاد فكرة لمسار علمي لمستقبل الناشئة المغربية .
للأسف كانت تلك الآسماء البليدة، كحمزة مون بيبي وأشقائهم في الجهل والظلامية ، هم مرتزقة الساحات وصيارفة كل المواقع ، لنشر فتوحات الوهم والبهتان والتشلهيب والتضبيع….
نسيت، قبل أن أختم، فاللاعب ميسي أرجنتيني الأصل. ذلك الفتى الساحر للعقول والأرواح والآفئدة في جميع القارات والمترسخ في عقول الأطفال والشباب.كل واحد منا وضع له مكانا في بيته إن لم أقل استوطن في هويته و ألحقه ببلده الأصلي ،بالرغم أنني لست من عشاق كرة القدم ولست من بلد الارجنتين..
الحلقة الثانية.. النبوغ المغربي الجديد و منشور أسطورة المغرب الذي نريد مابعد كورونا ؟؟؟؟
محمد أمين بنيوب