َمايزال هناك وقت للنضال من اجل الحقيقة والعدالة والقضاء على كل افكار الزومبي.
قولة لنوبل للاقتصاد والمناضل اليساري الامريكي بول كروغمان في احدث كتاب له محاربة الزومبي.
الكتاب يجسد فكرته الراسخة التي تقول :” ان تكون يساريا وتقدميا معناه ان تناهض المحافظة والمحافظين” وهو ما يقوم به بشكل متواصل في مقالين اسبوعيين ينشرهما على صفحات نيويورك تايمز بعيدا عن التخصص المغلق والمتعالي، رغم ان للرجل باع طويل في الاقتصاد ونظرية في التجارة الدولية، تطورت بين سبعينات القرن الماضي وبداية الالفية الجديدة، لامحيد عنها لكل باحث ولكل صاحب قرار.
صاحب كتاب “وعي يساري” يعود في كتابه الجديد لفضح اكاديب المحافظين وخبرائهم وخلل منطقهم الذي ينتمي الى الكائنات العائدة من الموت بالتشوهات التي تقدم في الافلام واهدافهم الانانية وايديولوجيتهم التي لاتتعارض فقط مع العدالة الاجتماعية بل وتشكل دعامة للعنصرية وتهديدا للديمقراطية. انها ايديولوجية تقوم على الكذب وقلب الحقائق.
نحتاج الى امثاله في هذا الوقت، لان افكار الزومبي هنا تكاد تصير معممة وذات طبيعة مؤسساتية ولا ينحصر صداها لدى الاحزاب المحافظة والتابعين لها واتباع التابعين ممن اكتشفوا لذة المرقة فغطسوا فيها حتى انهم لم يعودوا قادرين على التنفس.
ماجرى في البرلمان بمناسبة التصويت على قانون المالية المعدل لقانون المالية 2020 يعني ان افكار الزومبي قد اكملت غزوتها وانها احكمت السيطرة وصارت موجهة لسياسات الدولة الموجهة لخدمة الثراء والاثرياء بشكل مستفز للعقل قبل الشعور، هذا بينما المعروف انها تواجه مقاومة في الولايات المتحدة ليس في غرفتي الكونغريس وحسب، بل وايضا في الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) والولايات والمجتمع كما يتبين في النزاعات المستمرة مند بداية جائحة كورونا على الاقل، حيث لم يستطع ترامب تمرير مايريد الا في حالات يتيح له الدستور التصرف منفردا في ظل نظام رئاسي. نحن لسنا اسرى الزومبي كي تفرض علينا افكارهم التي لم يستطيعوا فرضها في ارض منشئها، ولذلك يجب ان نقاومها كي يبنى في البلاد توازن جديد وتنتهي الحكرة.