محمد نجيب كومينة
َبعيدا عن الهندريزة القائمة بعد اقصاء الفريق الوطني لكرة القدم من طرف جمهور واسع، وبالاخص من طرف من يتعيشون على هامش الكرة ولهم حسابات يصفونها، اريد ان انبه فقط الى ان النظام الجزائري الذي استغل الكرة لنشر مشاعر العداء للمغرب والمغاربة وسط جمهور يخشى ان يفتح عينيه على الواقع الجزائري يسعى اليوم الى تمرير مواقف معروفة باستغلال حدث اقصاء المنتخب المغربي استغلالا يتجاوز حدود الكرة و تقلباتها.
ذلك انه يحاول اليوم بوسائل متعددة التجييش ضد فوزي لقجع، رئيس الجامعة، و يستعمل لهذه الغاية وسائط التواصل الاجتماعي بخبث و بتعبئة الذباب الالكتروني، استمرارا لحملة دخلت على خطها حتى القنوات التلفزية والمحطات الاذاعية والصحف التابعة للجنيرالات والمخابرات مند مؤتمر الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم بمراكش الذي اغلق الابواب امام محاولات اقحام جمهورية الوهم واحكم اغلاقها، مما ادى الى اقالة رئيس اتحادية الكرة الجزائرية السابق زطشي و توبيخه، رغم دوره الاساسي في تعيين بلماضي مدربا والفوز بكاس افريقيا سنة 2019 بمصر، و هي الحملة التي وصلت الى مرحلة الجنون الذي لا شفاء منه بعد تمكن لقجع من الفوز بمقعد في مكتب الفيدرالية الدولية لكرة القدم (فيفا)، بحيث اعتبر النظام الجزائري فوزه ذاك نكسة كبرى لهم، و صار لقجع بالنسبة لهم كابوسا و صاروا يتوهمون انه يتامر عليهم في كل مكان وفي كل محفل، هذا مع العلم ان الكرة بالنسبة لنظام انهكه حراك الشعب الجزائري وزاده ارباكا باتت تمثل بالنسبة له باب النجاة واخفاء الفشل الدريع الذي وصل اليه على كل المستويات، و ذلك ما يفسر التصرف الهستيري للنظام الجزائري بعد فوز الفريق الجزائري على الفريق الرديف المغربي في ربع الكاس العربية ثم بعد فوزه بهذه الكاس التي كانت مجرد تمرين تنظيمي لكاس العالم 2022 بقطر، بدعم عربي واضح افسدته التصرفات الرعناء والغبية.
ليست لي معرفة بفوزي القجع، و لست في نفس الوقت من مساندي او معارضي تسييره للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، و قد انتقذه اذا توفرت لي معطيات مضبوطة عن ذلك التسيير، و لا اعتراض لي على نقذ العارفين بخبايا الامور في عالم الكرة المعروف بكونه مجالا لالاعيب غير رياضية، غير انني اريد فقط ان انبه من يجرهم الغضب احيانا و الحسابات الضيقة والمصالح البسيطة الى الصراخ و اطلاق العنان لالسنة لا تحسب و لا تاخذ بعين الاعتبار بعض الفخاخ التي يمكن السقوط فيها. انتقاذ لقجع لايثير اي خلاف، فهو حق للجميع مادام الرجل يتحمل مسؤوليات عمومية، و كل من يتحل هذه المسؤوليات يجب ان يقدم الحساب ويحاسب و ينتقذ و يهاجم احيانا من طرف من لهم رؤى ومواقف مختلفة، غير انه لابد من استحضار عدد من الامور الواجب استحضارها لدى من يفكر قبل ان يتكلم او ينقر او يكتب وتحاشي السقوط في الفخاخ.
شخصيا لم يعجبني لجوء القجع الى شوف تي في للادلاء بتصريحات كان ممكنا ان يدلي بها لقناة تلفزية، وكانت في الواقع تصريحات زائدة، و لم يعجبني كذلك الضغط الذي يترتب على حضوره في تداريب الفريق الوطني و غير ذلك، ولي اعتبارات اخرى تجعلني على مسافة منه كموقف في الحياة العامة، لكن ذلك لا يمنعني من الوقوف ضد حملة النظام الجزائري التي تستهدفه كممثل للمغرب في الكاف والفيفا و تستهدف المغرب من خلاله.