السعودية برهنت دائما على أنها تكرهنا كبلد و شعب، و يمكن القول بانعدام علاقة محبة و احترام بيننا و بينهم. هناك فقط علاقة محبة تربط السعودية مع المغرب الرسمي، اما المغرب الشعبي فكان دائما ضحية لخطاب سعودي شزفيني رسمي مليء بالافتراء و الكذب، و لهنا يكيلون السباب لبلدنا و لا يرون فيه سوى سوقا للدعارة، مقابل هذه الحقيقة، ثمة حقيقة المغرب الرسمي الذي يحب السعودية حد الثمالة، و كان مستعدا ان يدافع عنها بجيشه الذي زج به في حرب التحالف الغربي الثلاثيني ضد العراق، و تم تكرار هذا السيناريو مرة أخرى في الحرب الدائرة باليمن حيث يزج مرة أخرى بقوات من الجيش المغربي فيها بغاية سحق المعارضين الحوثيين، و كل ذلك يفعله المغرب الرسمي من أجل عيون السعودية العميلة بامتياز للنظام الامبريالي الأمريكي و المستجيبة لكل الأوامر التي يمليها عليها الرئيس ترامب المتعجرف و الحقود حيث و صلت تلك الأوامر لحد الإساءة للقضية الفلسطينية التي كانت تعد في أدبيات القمم العربية من أقدس القضايا بما هي قضية مركزية لشعب عربي احتلت الصهيونية و بدعم بريطاني خصوصا و غربي بشكل عام أرضه بقوة النار و الحديد و التسفير و التشريد. ما الذي إذن يربطنا بالنظام السعودي الذي لا يرى في المغرب سوى خادم لمصالحه الإقليمية و سوق للسياحة الدينية و لترويج بضاعته الأيديولوجية لكي يتحول بلدنا الى نموذج للوهابية المنفلتة من عقالها. و لا ننسى ان هذا البلد الذي بات يعادينا في الرياضة و يستخف بمطالب المغرب لاحتضان كاس العام 2026
و يقوم بالدعاية لأمريكا ضدا على بلد قدم له مجانا الشيء الكثير، بل انه يتطاول على بلدنا و يسئ لقيمها و تسامحها معتقدا أننا بلداء و اننا عاجزين على الرد على كراهيته و حقده و تعجرفه. السعودية لا تحب في المغرب سوى مصالحها الضيقة، و هي لا تفيدنا في أي شيء، كما لا يمكن ان تكون نموذجا لنا لا في التنمية و لا في الثقافة و لا في القيم لأننا نحن قريبين لمجتمعات متحضرة فيها من القيم الإنسانية ما يجعلنا نشعر بالدفء و بالاعتزاز و بأهمية المشترك الذي يجمعنا، و هو ما يفرقنا مع السعودية دولة الشيوخ و فقهاء الظلام الذين لا يخجلون من التشريع لزواج بنات تسع سنوات، و جلد النساء و رجمهن و قطع الرؤوس ف الساحات العمومية تجاوزا للقوانين الدولية، و محاربة الحريات العامة و الخاصة و سجن نشطاء الراي و تعذيبهم و فرض قوانين الشريعة الإسلامية المتنافية مع روح العصر.
ربما يتذكر معي البعض ما قاله المرحوم الحسن الثاني ردا على شعارات المتظاهرين على الصعيد الوطني سنة 1991 ضدا على السعودية و تضامنا مع الشعب العراقي، إذ قال في خطابه إننا نحب السعوديين و يحبوننا، فكان رد الجماهير على كلام الحسن الثاني في المسيرة الكبرى بالرباط: “ما نحبهم، ما يحبونا”، و بالفعل هم لا يحبوننا و نحن كذلك لا نبادلهم أي حب لأنهم نظام راكم تجارب من الحقد على شعبنا، و ليس في تجربته الأخيرة مع رغبة المغرب لاحتضان كأس العالم سوى دليل آخر يجب علينا أن نتأمله جيدا، على المستوى الشعبي، أما على المستوى الرسمي فتلك مشكلة الحاكمين في بلدنا و الذين عليهم مراعاة حساسية شعبنا و قيمة مصالحنا و مراجعة الموقف من هذا البلد الذي يكرهنا.
المصطفى روض