* منذ شهر ماي عام 2007 وبروح إبداعية عالية، أصدر الأستاذ النقيب إبراهيم صادوق كتابا أدبيا تحت عنوان : في رحاب المحاماة – مقاطع من سيرة ذاتية. وعنوان الكتاب يومئ في شقه الأول إلى موضوع الحكاية ومجالها : المحاماة، وهو في شقه الثاني يدرج هذه الحكاية ضمن جنس أدبي متميز : السيرة الذاتية.
والكتاب ذو أهمية لا تقدر بثمن. ولا تعود أهميته فقط إلى أننا ننصت في سطوره إلى كل ضجيج الوطن العربي، من المغرب إلى فلسطين فالعراق، كما لا تعود هذه الأهمية إلى التجربة الذاتية الواسعة الأمداء التي يحكيها، إذ في الكتاب شيء من الحب وأشياء من المحاماة والعدل والحق والقضاء، وإنما ترتبط قيمته وأهميته، علاوة على ما سلف، بقضية جوهرية قد تلخصها كلمة واحدة : السبق، إذ في حدود ما نعرف، فالأستاذ النقيب إبراهيم صادوق أول المشتغلين في حقل المحاماة والعدل والقضاء الذي تجاسر على كتابة سيرته الذاتية، ولم يجرؤ أحد قبله، داخل الحقل الحقوقي، على المبادرة بمثل هذه المغامرة الأدبية الجميلة جدا.
ونأمل أن يكون هذا الصنيع الأنيق والمتألق حافزا يلهم المهتمين والمهمومين بقضايا الشعب والوطن من رجال العدل والقضاء والمحاماة، فيبادروا بكتابة سيرهم الذاتية التي لا نشك إطلاقا في أنها ستكون مفيدة للجميع، بداية من المحامين الشباب، وصولا إلى كافة الفاعلين في الحقل الحقوقي، والثقافي عموما.
ويشرفنا من الموقع الثقافي الذي نحن فيه، أن نتذكر ونحن على مشارف شهر ماي 2020 لحظة ولادة هذا المنجز الأدبي، الذي أعقب أخاه البكر: مهددات الأمن الوطني والقومي. ويسعدنا أن نحيي روح الأبوة العالية لدى النقيب الأستاذ إبراهيم صادوق، طالما أنه أبى إلا أن يهدي كتابه إلى ابنته الغالية الطفلة الوديعة: غيثــة. وما نطقت به يمينه في الإهداء، يترقرق في لغة شعرية باذخة تقول:
“إلـى من تجدل ضفائر ضياء القمر
حتى ينير بهو أزمنة قادمــة
إلـى بنيتي غيثــة”.
د. عبد الجليل بن محمد الأزدي