لماذا تحقق الهند نموا عاليا يضعها في الصدارة عالميا. هناك عوامل متعددة لايتسع المجال للخوض فيها، واحيل مثلا على الدراسة التي افردها الاقتصادي الكبير داني رودريك، الذي استضافه المغرب مند مدة قصيرة، في كتابه الاوطان والعولمة لهذا البلد.
لكنني اريد ان انقل ملاحظة ابنتي المقيمة هناك مند قرابة سنة، حيث سجلت ان الفرنشيزات العالمية المعروفة موجودة، لكن المواطنين يفضلون دائما المنتجات الهندية وقلما يقبلون على المنتج الاجنبي. ويتعلق الامر بثقافة تم ترسيخها مند الاستقلال مع نهرو وابنته انديرا غاندي ومن جاؤوا بعدهما.
الهند استفادت من العولمة كثيرا في تنميتها، لكنها لم تترك النيوليبرالية، بالرغم من تكيفها وتموقعها في سلاسل القيمة العالمية، كي تقتلع ما بني وترسخ، وبقي المواطن، في بلد يضم شعوبا، محافظا على وطنيته، هذا بينما عرضتنا بعض النخب لحالة تيه، بين من جرنا الى فرنسا ومن جرنا الى اسبانيا ومن جرنا للسعودية ومن يجرنا لتركيا والاممية الاخوانية.
استرجاعنا لوعينا كوطن مستقل وله شخصيته السياسية والثقافية غير القابلة للتدويب في اي وعاء انتروبولوجي هلامي، ماضوي او استعماري، هو الكفيل بجعلنا نبني تنميتنا بتواصل مع محيطنا ومع من يمكن ان يفيدنا او نتبادل معه المنافع في العالم في اطار من التعاون والاحترام المتبادل بكل تاكيد، فلا مجال للانغلاق في عالم التكنولوجيا الرقمية وانتقال راس المال وعوامل الانتاج والبشر على نطاق عالمي، ولا مجال ايضا للسذاجة او التبعية العمياء.
محمد نجيب كومينة / الرباط