تحقيق يسلط الضوء حول مشروع حقل تندرارة للغاز الطبيعي، حيث يكشف التحقيق العديد من الخروقات والشبهات التي مَيّزت صفقة “المال والسلطة”، والتي جرت أطوارها بين الرباط وبورصة لندن في تضارب صارخ للمصالح وشبهات التداول من الداخل Délit d’initié وممارسات منافية لمبادئ المنافسة الحرة مثل التركيز الاقتصادي والاحتكار.
يتطرق التحقيق لزواج المصلحة بين صندوق الاستثمار في النفط والغاز OGIF والشركة البريطانية ساوند إينيرجي Sound energy، يعود بنا سنوات إلى الوراء مع أبطال فضيحة “بيترول تالسينت” ووهم اكتشاف البترول بكميات وافرة سنة 2000، فضلا عن الهندسة السرية لأفريقيا غاز وساوند إنيرجي، مرورا بالمنعطف الأخير Jackpot، وأخيرا ترتيب مسؤوليات مجلس المنافسة والهيئة المغربية لسوق الرساميل.
بعد توقيعها سنة 2019 على اتفاق بيع غاز حقل تندرارة بين الشركة البريطانية والمكتب الوطني للماء والكهرباء ONEE، الهدف منه تزويد المحطتين الحراريتين عين بني مطهار وتادارت المتواجدتان على طول الأنبوب المغاربي الأوروبي GME. الاهتمام المتزايد بمقدرات هذا الحقل من طرف الدولة أسال لعاب التكتل السياسي والاقتصادي لعزيز أخنوش ما دفعه للانقضاض على الشق الآخر من المشروع عبر اتفاق سري مع ساوند إنيرجي شهر ماي 2021 لاحتكار توزيع وبيع الغاز المسال GNL للعشر سنوات القادمة بمعدل 100 مليون متر مكعب في السنة على الأقل.
فجأة فُتحت أبواب الدولة لشريك عزيز أخنوش الجديد، في غضون شهر بالضبط في 31 ماي 2021، انعقد اجتماع رفيع المستوى بمقر وزارة الاقتصاد والمالية، حضره مسؤولون كبار من المديرية العامة للضرائب ووزارة الاقتصاد والمالية إبان الوزير محمد بنشعبون المنتمي لحزب الأحرار، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ONHYM الذي تترأسه أمينة بنخضرة المنتمية هي الأخرى لحزب الأحرار، إضافة إلى مدير صندوق الاستثمار في النفط والغاز OGIF محمد بنسليمان زوج الأميرة زينب بنت عم الملك محمد السادس، وساوند إنيرجي من أجل التفاوض حول إسقاط الضرائب المفروضة على الشركة البريطانية وشركائها التي تقدر بـ 14 مليون دولار المرتبطة بإشعار شتنبر 2020، هناك أيضا ضرائب أخرى تم الإعلان عنها في ما بعد تقدر ب 22 مليون دولار هي الأخرى تم التخلي عنها في سنة 2023.
وبينما الجميع منشغل بالإعداد للانتخابات، على بعد أربعين يوما من استحقاقات 8 شتنبر 2021 وَقَعَت ثلاث أحداث في ظرف أسبوع أماطت اللثام عن شبهات التداول من الداخل والاحتكار التي وجب مساءلة مجلس المنافسة والهيئة المغربية لسوق الرساميل عن عدم التفاعل معها، حيث تم إسقاط الضرائب في 6 غشت 2021 ارتفعت بعدها أسهم ساوند إينرجي بأكثر من %11، لكن قبل يومين من إسقاط هذه الضرائب دون سند قانوني، كانت قد اقتنت أفريقيا غاز %9,8 من أسهم الشركة البريطانية في يوم واحد إلى جانب صندوق الاستثمار في النفط والغاز %16,31، وذلك بعد توقيع العقد العلني في 29 يوليوز 2021.
تداول مربح في بورصة لندن استند إلى خبر التنازل عن ضرائب المغاربة الذي كان منتظرا، الأمر الذي دفعنا في هذا التحقيق لتتبع خيوط القضية منذ بدايتها، وتركيب أجزائها المتناثرة لكي تتضح الصورة.
منقول